رغم صغر المخطوطة إلا أنها شملت إضافات جديدة لم تذكر في مصادر أخرى.
حج آدم
«عرف الطيب من أخبار مكة ومدينة الحبيب» يشتمل على خلاصة كتاب أبي الوليد الأزرقي وجامع الأصول لمجد الدين المبارك بن الأثير الجزري عن أحوال البيت الحرام والمشاعر العظام ومدينة محمد عليه أفضل السلام، يحتوي على ثلاثة أبواب.كان كمخطوطة يقع في 16 قطعة بمعهد المخطوطات العربية المصورة عن النسخة الأصلية الموجودة في دار الكتب المصرية.
يتحدث الكتاب في بابه الأول عن أول من حج من البشر، فيذكر عن أبي المليح قال كان أبو هريرة يقول: حج آدم عليه السلام فقضى المناسك، فلما حج قال أي رب إن لكل عامل جزاء، قال الله تعالى: أما أنت يا آدم فقد غفرت لك، وأما ذريتك فمن جاء منهم البيت فباء بذنبه غفرت له. فحج آدم فاستقبلته الملائكة بالردم. فقالت: بر حجك یا آدم قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام.
ثم يتناول بناء ولد آدم البيت بعد آدم عليه السلام، عن وهب بن منبه قال: لما رفعت الخيمة التي عزى الله بها آدم عليه السلام من حلية الجنة حين وضعت له بمكة في موضع البيت ومات آدم عليه السلام فبنى بنو آدم من بعده مكانها بيتًا بالطين والحجارة فلم يزل معمورًا يعمرونه ومن بعدهم حتى كان زمن نوح عليه السلام فنسفه الغرق وغير مكانه حتى بُوِّئَ لإبراهيم عليه السلام.
وكان يأتيه المظلوم
عن عثمان بن ساج قال: بلغنا والله تعالى أعلم أن إبراهيم خليل الله تعالى عليه السلام عرج به إلى السماء، فنظر إلى الأرض مشارقها ومغاربها فاختار موضع الكعبة. فقالت له الملائكة يا خليل الله اخترت حرم الله في الأرض. قال فبناه من حجارة سبعة أجبل قال: ويقولون خمسة وكانت الملائكة تأتي بالحجارة إلى إبراهيم عليه السلام من تلك الجبال.عن مجاهد قال كان موضع الكعبة قد خفي ودرس في زمن الغرق، فيما بين نوح وإبراهيم عليهما السلام، قال فكان موضعه أكمةٌ حمراء مدرة لا تعلوها السيول، غير أن الناس يعلمون أن موضع البيت فيما هنالك ولا يثبت موضعه، وكان يأتيه المظلوم والمتعوذ من أقطار الأرض، ويدعو عنده المكروب، من دعاه هنالك إلا استجيب له.
أهل الطواف
أبواب الكتاب التي تنطلق من تناول تاريخ الكعبة، وذكر من كسا الكعبة في الجاهلية، وكسوة الكعبة في الإسلام وطيبها، وذكر تجريد الكعبة وذرع البيت الحرام من خارج ذرع الكعبة وذكر باب الكعبة، وصفة الشاذروان وذرع الكعبة من خارجها.تتعدد بعد ذلك الموضوعات، إذ يذكر المؤلف (مسجد الخيف وفضل الصلاة فيه، ذرع مسجد مزدلفة وذرع ما بين منى ومزدلفة، ذرع ما بين مزدلفة إلى عرفة والمشعر الحرام، ومنى ومنزل النبي ﷺ. المزدلفة وحدودها والوقوف بها والنزول فيها، وعرفة وحدودها والموقف بها والمواضع التي يستحب فيها الصلاة بمكة وما فيها من آثار النبي، وبیت خديجة رضي الله عنها ومسجد حراء وغار ثور.
وفي الباب الثالث: يستفيض في ذكر الفضائل والرحمة التي تنزل على أهل الطواف وفضل النظر إلى البيت، وفضل الطواف في المطر.
فضل مكة والمدينة
من أبواب الكتاب، الحديث عن فضل المدينتين المقدستين، مستدلا بأحاديث واردة عن الرسول ﷺ في هذا الباب، ومنها: عن أبو ذر قال «قال رسول الله ﷺ إن أول بيت وضع للناس مباركًا يصلى فيه الكعبة، قلت ثم أي قال المسجد الأقصى، قلت كم كان بينهما قال أربعون عامًا أخرجه البخاري».عن ابن عباس قال «قال رسول الله ﷺ نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن وإنما سودته خطايا بني آدم». وعن أبي هريرة قال «لو رأيت الضبا ترقع بالمدينة ما ذعرتها قال رسول الله ﷺ ما بين لابتيها حرام».
وروى أبو هريرة أن رسول الله ﷺ قال «لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعًا يوم القيامة وشهيدًا«. وروى أبو هريرة أن رسول الله ﷺ قال»لا يأتي على الناس زمان يدعو الرجل قريبه وابن عمه هلم إلى الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرًا منه، ألا وإن المدينة كالكير تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد».
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال «من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها».
المؤلف
أبو المكارم غياث الدين محمد بن صدر الدین محمد بن محيي الدين عبدالله بن أبي الفضل محمد بن علي بن حماد بن ثابت الواسطي ثم البغدادي الشافعي المعروف بابن العاقولي.ولد ببغداد سنة 733هـ ونشأ بها وسمع من والده وآخرين.
قيل عنه:
ابن قاضي شهبة في طبقاته: صدر العراق ومدرس بغداد وعاملها ورئيس العلماء بالمشرق.
الحافظ شهاب الدين بن حبحي: كان مدرس المستنصرية ببغداد كأبيه وجده، ودرس هو بغيرهما، كان هو وأبوه وجده كبراء بغداد وانتهت إليه الرئاسة بها في مشيخة العلم والتدريس وصار المشار إليه، والسلطان يخافه، وكان بارعًا في الحديث والمعاني والبيان.
الحافظ برهان الدين الحلبي: كان إمامًا علامة، متبحرًا في العلوم، غاية في الذكاء، مشارًا إليه، وكان دخله كل سنة زيادة على مائة ألف درهم.
الإمام السيوطي في كتابه «بغية الوعاة»: بدع في الفقه والأدب والعربية والمعاني والبيان، وشارك في الفنون وانتهت إليه رياسة المذهب هناك.
ابن حجر: ولما دخل تيمورلنك هرب منها مع السلطان أحمد بن أويس فنهبت أمواله وسبيت.