ومؤخرا انتشر محتوى مغاير ومختلف عن أي محتوى شاهدناه من قبل، وبفضل الذكاء الصناعي وأدواته المختلفة وتحديدا الصوتية منها، نستطيع اليوم أن نسمع أغنية لفنان تعودنا منه أن يشدو بها ولكن بصوت فنان آخر!
فإذا كنت معتادا على سماع أغنية «الأطلال» -مثلا- بصوت أم كلثوم بإمكانك سماعها الآن بصوت فرقة ميامي ودون علمهم. وإذا كنت تتمايل طربا لأغنية «من بادي الوقت» الآن تستطيع سماعها بصوت بنت عجرم ودون علمها. فهذه الحالة الممتعة العجيبة تصيب المستمعين وجمهور الفنانين بالدهشة والإثارة.
المفارقة هنا أن بعض الأغاني تكون أجمل بالذكاء الصناعي من الأغنية الأصلية نفسها، وهنا يفتح باب الأمنيات والمقارنات على مصراعيه. فعند سماع الجمهور للأغنية بصوت فنان غير صاحب الأغنية تبدأ حرب الـ100 عام مصحوبة بالجدالات البيزنطية بين جماهير الفنانين في خانة التعليقات. فجمهور الفنان صاحب الأغنية ممتن أن الأغنية له ولم تذهب لآخر وجمهور الفنان الآخر يتمنى لو كانت الأغنية له. نقاشات لا نهائية تصل لحد الشتم بين الجماهير. والمستفيد هنا بلا شك هو صاحب الحساب الذي يجد كل هذا التفاعل والمتابعين النشطين.
بتعميم هذه الحالة على مستقبل حياتنا وحتى حاضرها كأشخاص/ كيانات يجعلنا نترقب ونستعد. فما قبل هذه الخطوة تأثرت حياتنا بلا شك بسبب شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت. وكانت وما زالت بوابة للأزمات فكم من شخص انهارت حياته بسبب أزمة عبر شبكات التواصل وكم من مؤسسات وكيانات خسرت جمهورها وسمعتها للسبب نفسه.
واليوم زاد الزيت النار نارا بوجود الذكاء الصناعي وأدواته المرعبة، فمقولة فوتوشوب كناية عن أن الصورة تم تعديلها بهذا البرنامج وبرامج تعديل الفيديو المختلفة التي نستطيع تمييزها، أصبحت أكثر تعقيدا. فأدوات الذكاء الصناعي تشمل اليوم الصوت والصورة والفيديو وبدقة وجودة عالية جدا. وبوابة الأزمات خلعت تماما.
وكما نقول دائما الوقاية خير من العلاج وهذه المقولة بالمناسبة قد تكون إعلاميا بالأهمية نفسها صحيا. الفضاء مفتوح والمتربصون كثر والمنتفعون أكثر. فيجب أن يضمن المخططون الإستراتيجيون في مختلف الجهات في خططهم الإعلامية سلبا وإيجابا أدوات هذا الغول القادم.