رغم أنظمة وزارة التربية والتعليم بحسم درجات المواظبة والسلوك لطلاب المدارس التي يلوح بها بعض إدارات المدارس كعقاب استباقي لتلافي غياب الطلاب قبل إجازة عيد الأضحى، إلا أن هناك مدارس سجلت أمس غيابا كبيرا.

وكعادتهم السنويّة، قرر طلاب وطالبات المدارس الحكومية والأهلية الاستمتاع بالإجازة مبكرا، إذ خلت العديد من المدارس من معظم الطلاب، وسط توقعات بأن تنخفض النسبة إلى أكثر من ذلك اليوم "الاثنين" الذي تبدأ فيه الإجازة للطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات التي تستمر11 يوما قبل عودتهم لاستئناف الدراسة في 16 /12 /1432.

وأكد عدد من أولياء أمور الطلاب - تحتفظ الوطن بأسمائهم- أن هناك إدارات مدارس "بنين وبنات" لجأت إلى الاتصال بهم صباح أمس بعد إحضار بناتهم لمدارسهم هاتفياً للعودة لاصطحابهن للمنزل بحجة عدم وجود زميلات حاضرات.

وقال المعلم حمد الدوسري إنه تفاجأ بنسبة غياب كبيرة أمس بين أوساط الطلاب تجاوزت 85%، مشيرا إلى أن بعض الطلاب ذكروا له أنهم مدفوعون للدراسة من أولياء أمورهم بينما في قرارة أنفسهم يدركون أن الأيام الثلاثة الماضية هي أيام "ضائعة" كونها تأتي قبل الإجازة وعادة ما يغيب فيها الطلاب، مبينا أنهم كتربويين يحاولون توجيه الطلاب بمضار الغياب ويعملون على تغيير الصورة السلبية التي ترسّخت لدى العديد من الطلاب وأولياء أمورهم المتمثّلة بالغياب في الأيام التي تسبق الإجازات.

وأكد المعلم أحمد العتيبي أنهم سعوا جاهدين لغرس ثقافة أهمية الحضور في المدرسة وكانوا يستقبلون أسئلة خلال الأسبوع الماضي من طلابهم "هل الأسبوع القادم إجازة؟" مضيفين أن سبب هذه الأسئلة في الغالب هو رسائل تناقلها الطلاب الأسبوع الماضي عبر خدمة "البلاك بيري" التي ساهمت - من وجهة نظر التربويين - في غرس ثقافة عدم جدية الدراسة في الأسبوع الجاري.

وأضاف أنهم ساهموا الأسبوع الماضي في دحر تلك الشائعات والتأكيد على أهمية الحضور والدراسة، إضافة إلى أن هناك من تعمد تأجيل "تقييم الفترة الأولى" خلال الأسبوع الجاري بالمرحلة الابتدائية وآخرين أكدوا على أن هناك درجات ستخصم على الطلاب الغائبين، لافتا إلى أن رغبة بعض الأسر كانت دافعاً قوياً لغياب الطلاب والطالبات. وتابع "هناك من حضر نهاية الأسبوع الماضي يسأل هل من مشكلة لو غاب ابنه، وآخر يتعلل برغبته في السفر والحاجة لتغييب ابنه عن المدرسة الأسبوع الجاري".