أثبتت مجرزة أوغندا تربص تنظيم داعش، وتمويله السري لمتمردين أوغنديين ينضوون تحت ما يسمى «القوات الديمقراطية المتحالفة»، الفصيل الموالي لداعش، والناشط على الحدود مع الكونغو الديمقراطية المجاورة. وشكّل الهجوم مفاجأة حتى بالنسبة للجيش الأوغندي نفسه، الذي يقود منذ سنوات عملية عسكرية مشتركة مع نظيره الكونغولي، لمطاردة المتمردين على الحدود بين البلدين، حيث لم يتوقع أن يستهدف داعش غرب أوغندا، واستخدامه عنصر المباغتة، وهو ما أفقد 37 تلميذا من بين 42 شخصا الحياة.

مخطط معقد

تعرضت مدرسة لوبيريها الثانوية في مدينة مبوندوي، الواقعة بمنطقة نائية غرب أوغندا، للهجوم المدروس من الفصيل الداعشي الذين ركزوا بالسنوات الأخيرة هجماتهم شرقي الكونغو الديمقراطية. وبيّن تقرير أممي، لم ينشر بعد، وفقا لموقع إخباري، أن الميليشيات التي نفذت مجزرة أوغندا تلقّت تمويلا من تنظيم داعش، حيث كشف خبراء الأمم المتحدة المعنيون بالوضع في الكونغو الديمقراطية الروابط المالية الضبابية بين الجماعتين المتطرفتين.


والتقرير، المتوقع نشره في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، ذكر أن داعش قدم دعما ماليا للقوات الديمقراطية المتحالفة منذ 2019 على الأقل من خلال مخطط مالي معقد، يشارك فيه أفراد بعدد من دول القارة، انطلاقًا من الصومال، ومرورًا بجنوب أفريقيا وكينيا وأوغندا.

وأضاف الموقع أن الأدلة تأتي من وثائق وشهادات.



الجماعات الإرهابية

ارتبطت القوات الديمقراطية المتحالفة تاريخيًا بمتمردين أوغنديين، غالبيتهم من المعارضين للرئيس يوري موسيفيني، ورسخت وجودها في شرق الكونغو الديمقراطية في منتصف التسعينيات.

وهكذا صارت واحدة من عشرات المجموعات الخارجة عن القانون في المنطقة المضطربة، لكنها تحوّلت في 2017 نحو التطرف، وبايعت تنظيم داعش الذي يصفها بأنها فرعه الإقليمي تحت مسمى «ولاية وسط أفريقيا».

وفي مارس 2021، أدرجت الولايات المتحدة القوات الديمقراطية المتحالفة على قائمتها «للجماعات الإرهابية» التابعة لتنظيم داعش.

وفي نوفمبر 2021، عبّرت القوات الأوغندية إلى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وانضمت إلى القوات الكونغولية في شنّ حملة على القوات الديمقراطية المتحالفة، بعد سلسلة من التفجيرات في العاصمة الأوغندية (كمبالا).



مهام استطلاعية

تقرير الأمم المتحدة الحديث يقول أيضا إنّ القوات الديمقراطية المتحالفة «أرسلت مقاتلين ومتعاونين في مهام استطلاعية»، سعيًا للتوسع خارج مقاطعتي كيفو الشمالية وإيتوري.

ويضيف: «الجماعة سعت إلى التجنيد، وتنفيذ هجمات في كينشاسا، وكذلك في مقاطعات تشوبو وهوت-أويلي وكيفو الجنوبية».

ووقع الهجوم في أوغندا على بُعد أقل من كيلو مترين من الحدود مع الكونغو الديمقراطية. وقال مسؤولون إن 17 طالبا في مدرسة لوبيريها الثانوية قضوا حتفهم حرقًا، بينما قُتلت 20 طالبة ضربًا بالمناجل حتى الموت.



وأوضح الميجر جنرال ديك أولوم، الذي يقود الجانب الأوغندي في العملية ضدّ المتمرّدين بالكونغو الديمقراطية لفرانس برس، أن المعلومات الاستخباراتية لفتت إلى أن القوات الديمقراطية المتحالفة كانت في المنطقة قبل يومين على الأقل من الهجوم.

وأضاف أنّهم كانوا على ما يبدو في مهمة استكشافية من أجل التخطيط لمداهمة المدرسة.