كشفت وثيقة فلسطينية حصلت "الوطن" على نسخة منها النقاب عن نقاش حاد وقع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير على خلفية اقتراحات قدمها الأخير لاستئناف المفاوضات. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في دراسة قدمها لأعضاء قيادته حول تفاصيل اللقاءات التي عقدت مع المسؤولين العرب والأجانب في الأسابيع الأخيرة "الأفكار التي عرضها بلير على الرئيس عباس في عمان يوم 14 سبتمبر الماضي شكَّلت مدخلاً لطرح مرجعيات جديدة لعملية السلام؛ حيث تضمنت الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وإقامة دولتين على حدود 1967 مع تبادل متفق عليه، إلا أن هناك إشارة إلى أن الحدود النهائية سوف تكون نتيجة للمفاوضات وحسب حاجات الطرفين، كما لم يرد ذكر للاستيطان، سواء في مفاوضات الوضع النهائي، أو أي حديث عن وقفه".

ويصف عريقات ردة فعل الرئيس عباس بالقول "أبو مازن رفض هذا المشروع جُملةً وتفصيلاً، وقال لبلير إنه أسوأ بكثير من الاقتراح الأميركي الذي قدم بتاريخ 11/7/2011، وعندما سأله عما إذا كان يُعبر عن آراء بقية أعضاء اللجنة الرباعية؟ أجابه بلير بالنفي. فترسل أبو مازن في انتقاد المشروع بالقول إن هذه محاولة لتغيير مرجعية عملية السلام، وأنه يستخدم ذات الجمل والكلمات التي يستخدمها نتنياهو في كلماته". واستطرد عريقات قائلاً "روسيا نفت علمها بمقترحات بلير، وأكدت أنها لن تسمح بأي بيان يخرج عن المرجعيات المتفق عليها أو عن البيانات السابقة". وأضاف عريقات" كنا نعلم أن بلير يجري اتصالات مع الجانب الإسرائيلي لإيجاد صيغة لمشروع بيان. ولما تأكدت معلوماتنا قدمنا احتجاجاً لكافة أعضاء اللجنة وأعلمناهم برفضنا قبول أي صيغة خارج إطار المرجعيات المُتفق عليها".