كيف تحولت «المثلية» من تصنيف جندري إلى أيديولوجيا سياسية، يحاول اليسار الأمريكي بكل قوته أن يفرضها على ثقافات العالم!
التكهنات حول الأسباب كثيرة ومثيرة للجدل، إذ يجزم عدد من المراقبين أن للأمر علاقة بالانتخابات الأمريكية القادمة، بينما يعتقد آخرون أننا أمام فكر سياسي يحاول خلق أقليات في كل الدول لاستغلالها وتوظيفها عند الحاجة، كما يرجح آخرون أن يكون الدافع اقتصادياً، وأنه عائد لتنامي الرغبة في إيجاد أسواق جديدة للمنتجات والأدوية وكل ما يتعلق بحياة المثليين. وهناك أيضاً من يرجع السبب لوجود نافذين مؤمنين بضرورة انقراض البشر تمهيداً لفناء العالم!
ومهما اختلفنا حول الأسباب والغايات إلا أننا نتفق أن السلوك الأمريكي تجاه موضوع «المثلية»، بات مرعباً وصادماً، وأن المسألة تجاوزت ملف حقوق الإنسان وحماية الخيارات الشخصية للبشر، حتى أصبحت ورقة ضغط يشهرها اليسار المتطرف اليوم في وجه مجتمعات العالم، بل تم إقحامها بشكل إجرامي ولا أخلاقي في حياة الأطفال، بدءاً من ملابسهم، مروراً بألعابهم الإلكترونية، وليس انتهاء بفعاليات واحتفالات مدرسية لتطبيع التوجه نحو المثلية.
حسناً... ماذا نفعل، وكيف نواجه هذا الجنون القادم إلينا من الغرب؟
ثمة مؤشرات تم رصدها بالفعل، لعل أشهرها ما يتردد حول الدعم المالي المقدم للجامعات في دولة عربية لدعم المثلية.
ومؤشر آخر علينا أن نتنبه له وهو تحريك تظاهرات في بعض الدول في محاولة لتمرير المثلية وكأنها مطالب سياسية.
مشاهد كثيرة تدل على أننا في طليعة الشعوب المستهدفة، وعلينا أن نتعامل مع هذا الأمر بوعي وجدية.
في رأيي، يجب أن تكون هناك جهات متخصصة تجري دراسات علمية رصينة عن موضوع (المثلية)،
نحتاج معرفة أعداد من يعانون هذه المشكلة في مجتمعنا، ونوعية الحالات وأسبابها وسلوكها النفسي والاجتماعي. والمعروف أن بعض الحالات يمكن تعديلها بالعلاج النفسي والسلوكي، كما أن هناك حالات لديها خلل فسيولوجي، وقد تكون في حاجة لعلاج هرموني أو تدخل جراحي.
يجب أيضاً أن يكون هناك تثقيف خاص لهذه الفئات حتى لا يتم استغلالها سياسيا، وإرشاد الأسر وتعليمها الطرق الصحيحة للتعامل مع الأبناء الذين يفصحون عن ميول غير طبيعية خاصة في مراحل العمر المبكرة.
ختاماً... نحن الذين عايشنا حقبة الحرب الباردة ورأينا كيف تحول الشباب في مجتمعاتنا الشرقية إلى قنابل وأحزمة ناسفة، نفهم تماماً كيف يتم تسويق الأيديولوجيات بين الفئات الأكثر ضعفاً وجهلاً واندفاعاً، وها هو التاريخ يعيد نفسه بطريقة ماكرة. حين كانت الفكرة المحركة في الثمانينيات ترتكز على صراعات الأديان، فإن الفكرة الجديدة اليوم هي الهوية الجنسية. وفي اعتقادي أن لحظة التصعيد الدرامي في المشهد الأمريكي لم تبدأ بعد.