أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الخميس، أن هناك شراكة ثابتة تجمعها مع السعودية في كافة المجالات، مؤكدة وجود تنسيق مشترك بينهما في مختلف القضايا الدولية ومنها الملف اللبناني.

كما أكدت الخارجية الفرنسية أن ملف الأزمة الأوكرانية سيكون مطروحا على الطاولة بحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان.

كما أعربت الخارجية الفرنسية عن دعمها للجهود السعودية في التهدئة بالسودان، منوهة بدورها الكبير في إجلاء الرعايا الأجانب.


من جانبها، قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية إن الزيارة ستتمحور حول دعم المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو العالمي 2030، ومشاركتها في مؤتمر القمة المالي العالمي الجديد. وأضافت أن ماكرون سيتناول الغداء مع ولي العهد يوم الجمعة في قصر الإليزيه، وربما تكون هناك زيارة إلى معرض "بورجيه" الجوي.

ملف لبنان

وقالت الرئاسة الفرنسية، إن الزعيمين سيتطرقان إلى تحديات الاستقرار الإقليمي "أبرزها على الأرجح الأزمة في لبنان".

وفشل البرلمان اللبناني، الأربعاء، في انتخاب رئيس للجمهورية للمرة الثانية عشرة على التوالي منذ أكتوبر الماضي، بعد عدم تحقيق أي من المرشحين النسبة المطلوبة.

والبرلمان اللبناني، منقسم بشكل حاد بين معسكر مؤيد لحزب الله المدعوم من إيران ولا يحظى بالغالبية اللازمة لفرض مرشحه، الوزير السابق، سليمان فرنجية، وخصومه، خصوصا، الأحزاب المسيحية المؤيدة للمسؤول الرفيع في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور.

وفي الأسبوع الماضي عيّن ماكرون وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان "مبعوثا خاصا إلى لبنان"، في محاولة جديدة لإيجاد حلّ "توافقي وفعّال" للأزمة اللبنانية التي تفاقمت خصوصًا بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020.

وفي هذا الصدد، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آن-كلير لوجندر، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي إن فرنسا "تواصل الدعوة للخروج من الأزمة منذ ثمانية أشهر".

وأعلنت لوجندر أن وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، ستلتقي، الجمعة، سلفها لودريان المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان، لتطلعه على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين.

وإلى جانب الأزمة السياسية، يشهد لبنان واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ عام 1850، بحسب تقديرات البنك الدولي، مع ارتفاع حادّ في الأسعار وهبوط تاريخي في قيمة العملة الوطنية وإفقار غير مسبوق للشعب ونقص خطير في السلع الأساسية.

الأزمة الأوكرانية

إلى جانب ملفات العلاقات الثنائية، والميثاق المالي العالمي الجديد، وكذا ملف استضافة الرياض لمعرض "إكسبو 2030" تحوز الحرب الروسية على أوكرانيا على قسط مهم من زيارة الأمير محمد بن سلمان لباريس.

وتسعى المملكة إلى حل الأزمة الأوكرانية بالطرق السلمية، وسعت المملكة من بداية الحرب الروسية الأوكرانية إلى تقديم الدعم من أجل حل الأزمة، وأبدت استعدادها للعمل مع جميع الأطراف لإيجاد حل سلمي، وطرحت مبادرات معينة في الماضي، بما في ذلك ما يتعلق بتبادل الأسرى، وذلك بإشراف شخصي من جانب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وكانت الرياض قد استقبلت، في مايو الماضي، الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلنسكي، خلال استضافتها لقمة جامعة الدول العربية الـ32.

ودعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، الدول العربية مقترح بلاده للسلام، في غمرة الحرب التي فرضتها روسيا عليها "نرجو أن تدعموا صيغة السلام الأوكرانية التي تتلخص في عشر نقاط".