( ساكسيندا، اوزمبك، مونجارو، ويجوفي wegovy أو ما تعرف بـ«بإبرة المشاهير» بعدما استخدمها إيلون ماسك وكيم كارديشيان ونجوم هوليوود)، تعددتُ الأسماء والهدف واحد، فقدان الوزن للحصول على قوام أفضل، هي بالأساس علاج لمرضى السكري، أثبتت التجارب السريرية فعاليتها في إنقاص الوزن، لأنها تُشعر بالشبع، فخرجت توصيات باستخدامها، رغم أنها لم تُجز كلها بعد من إدارة الدواء والغذاء الأمريكية، كعلاج لإنقاص الوزن، كحقن مونجارو، الأحدث استخدامًا لهذا الغرض، وهو معتمد لعلاج السكري من النوع الثاني المقاوم للإنسولين، وأثبت فعاليته لإنقاص الوزن بنسبة قريبة من عمليات جراحية للغرض ذاته. الرشاقة حلم كل شخص لم تسعفه جيناته أو أسلوب حياته ليكون رشيقًا، ولأن أغلب البدناء ضاقوا ذرعًا من أنظمة الرجيم والحرمان، أو لأنهم يسعون لتحقيق هدفهم في أقصر وقت ممكن، اختاروا علاجات التخسيس، حقنًا كانت أو كبسولات، وأحيانًا يكونون أكثر شجاعة وجرأة فيختارون العلاج الجراحي، الذي تعدد بين (تدبيس للمعدة، لتحزيمها، وأحيانًا طيها أو كشكشتها، لتصغير حجمها) مما يُجبر الشخص على تقليل طعامه بما يتناسب مع حجم المعدة فيقل وزنه. وهناك من لجأ إلى تغيير مسار جهازه الهضمي بعزل الجزء العلوي من المعدة وتحويله إلى أنبوب، ثم ربطه بالأمعاء، وهي عملية تفقد أكبر نسبة من الوزن لأولئك الذين فشلت العمليات الأخرى في علاجهم.

ولأن الأدوية عن طريق الفم هي الأكثر سهولة، فقد بدأ بها أكثر الراغبين في خسارة أوزانهم، والتي تزيد معدل الحرق وتقليل الشهية. وتعمل شركة فايزر على إطلاق علاج بالفم لمرضى السكري، ونجح - حسب التجارب السريرية- في إنقاص الوزن، بنسبة تعادل العلاج بالحقن.

ما بين مشرط الجراح والتلاعب بحجم المعدة والجهاز الهضمي، ومنتجات شركات الأدوية، يتفاوت حلم البدناء، يموت أحدهم وينجو آخر، كـ (الغريق الذي يتعلق بقشة)، فالسمنة تقتل صاحبها ولكل علاج مساوئه، حقن التخسيس لها جوانبها التأثيرية المتفاوتة ما بين بسيطة محتملة كالغثيان والإسهال، وأحيانًا تتطور لإنسداد في الأمعاء أو إلتهاب في البنكرياس، وبعضها يسبب سرطانات الغدة الدرقية للذين يعانون من أمراضها أو لديهم تاريخ عائلي بأورام الغدة، و مؤخراً أشيع عن أحدها تَسَبُبه في الفشل الكلوي، كذبه البعض وخافه البعض الآخر. هناك من اتهم الجراحين بالمبالغة في ذم حقن تنقيص الوزن، لأنها ستقلل مكاسبهم المادية من عمليات التكميم وغيرها، ولكن الحقيقة أن الجراحين يصفونها للمرضى الذين لا يستطيعون إخضاعهم لعمليات تنقيص الوزن ما لم يخسروا نسبة من كتلتهم. إذًا الخطورة تكمن في تناول أي علاج من غير إشراف طبي. ومن المفيد معرفة أن التفاعل مع الأدوية يختلف من شخص لآخر، وما يضر مريض ليس من الضروري أن يتضرر منه آخر، والفشل الكلوي لا يحدث عادة من الدواء ذاته بل نتيجة شدة تأثيراته الجانبية، فإذا زاد الغثيان والتقيؤ وصاحبهما إسهال، يصاب المريض بالجفاف الشديد وبالتالي تضطرب وظائف الكلى. علينا أن نتذكر، أن العصا السحرية ليست بأيدي الجراحين أو في قناني شركات الأدوية، فلا يمكن الحصول على نتائج مرضية دون الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. كثير من الأشخاص الذين خضعوا لجراحات التخسيس عادت أوزانهم لسابق عهدها، لأنهم لم يدركوا أن العملية ستفقد فعاليتها إذا لم يلتزموا بنظام صحي مناسب. التوعية لابد أن تسبق أي إجراء طبي، حتى يصل المريض لمرحلة الإدراك، فالمعرفة وحدها لا تكفي ليحسن التعامل مع وضعه.


رغم كل هذه المستجدات الدوائية والجراحية في عالم السمنة، فإن الاتحاد العالمي للسمنة حذر في تقريره الأخير، من أن أكثر من نصف سكان العالم (%51) سيعانون من زيادة الوزن أو السمنة بحلول 2035، وهذا حتمًا يعود للعادات الغذائية ونمط الحياة غير الصحي. علينا أن نغير من ذلك أولاً وبعد ذلك نفكر في أيهما أفضل الدواء أم العملية.