كشف الدكتور الأسترالي المسلم بول أندرسون، أحد خبراء الإشارات والتشغيل في مجال القطارات لأكثر من 35 عاماً في أنحاء مختلفة من العالم، عن أن قطار المشاعر سيتخطى أعلى طاقة استيعابية معروفة في العالم وهي 72 ألف مسافر في الساعة، على أساس أربعة أشخاص في المتر الواحد، بينما في دولتي الصين واليابان لا تزيد هذه الطاقة عن 56 ألف مسافر في الساعة.

وقال في تقرير لوزارة الشؤون البلدية والقروية عرضته الأسبوع الماضي في ورشة عمل الجهات المشاركة في الحج هذا العام، إن القطار يخفف على الحجاج مشكلات التلوث، حيث سيؤدي استعمال القطار إلى تخفيض نحو 30 طناً من الغازات الضارة، وعلى وجه الخصوص ثاني أكسيد الكربون في أسبوع الحج على أساس سرعة الحافلات ومكيفاتها، وتشغيل محركاتها بين الحين والآخر عبر عزل حوالي 120 ألف رحلة للحافلات خلال أسبوع الحج، وهي السبب الرئيس لتلوث الهواء المحلي، لأنها تولد ذرات "PM10" وغيرها من العوادم الضارة الناتجة عن ازدحام السيارات التي تلوث جمال الطبيعة، وتؤذي مرضى القلب والربو ومن لديهم مشاكل بالتنفس.

وأشار أندرسون إلى كسب المزيد من الوقت والجهد بعد إنشاء القطار من خلال تحركه بسرعة 80 كم/ساعة، في حين تتحرك الحافلات ببطء يقل عن 5 كم/ساعة، وتستهلك الرحلة بالقطار أقل من ثماني دقائق بينما بالحافلات من ثلاث إلى أربع ساعات.

وذكر أن قطار المشاعر يعمل على حسن استغلال الأراضي؛ حيث لا يسلب أي أرض من الممرات المتاحة والحرجة لأنه بُني بشكل مرتفع في وسط جزيرة الشوارع، مشيراً إلى أنه لكي ينقل 72 ألفاً بواسطة الحافلات فإن ذلك يحتاج لشارع بعرض 120 متراً ولا توجد أراضٍ كافية لمزيد من الحافلات.

وأفاد أندرسون أن قطار المشاعر يخفض الحاجة إلى مواقف لـ30 ألف حافلة صغيرة أو عشرة آلاف حافلة كبيرة في يوم عرفات فقط، حيث لا توجد مواقف كافية في منى وعرفات ومزدلفة، مشيراً إلى أن المساحة المطلوبة لإيقاف هذه السيارات تقدر بحوالي 900 ألف متر مربع، وهي المساحة التي يمكن توفيرها ويستفاد منها لإسكان 450 ألف حاج في مزدلفة وعرفات.

إلى ذلك، توقعت وزارة الشؤون البلدية والقروية في التقرير الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه، أن تصل الطاقة الاستيعابية في مشروع القطار إلى العدد المتوقع، وهو من 7 إلى 10 ملايين حاج مستقبلاً، وذلك باستعمال قطارات ذات مستويين في بعض الخطوط، كما اقترحتها بعض الشركات الاستشارية العالمية، ومنها "سيسترا" الفرنسية وغيرها مع محطات ذات مستويين، وزيادة نسبة وعدد المشاة عن طريق توفير مزيد من الراحة والسلامة لهم.