وفي ظل خصخصة وزارة التعليم جاءنا الوزير يوسف البنيان الرئيس التنفيذي السابق لثاني أكبر شركة في العالم، وقد تقلد العديد من المناصب في هذه الشركة العملاقة داخل وخارج البلد وترك بصمات إيجابية لا يمكن تجاهلها.
أحد أسرار نجاح يوسف البنيان هو الاستماع لكافة مطالب وشكاوى العاملين في الشركة بطريقة منظمة و عملية عبر استبيان للمشكلة واستبيان آخر للحلول ليقوم الموظفون بإيصال أصواتهم والتصويت لأفضل الحلول، وهذه إحدى أعظم أسرار القيادة الفعّالة كما وصفها ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع للناس أكثر فعالية ووصفها: "بتفويض الصلاحيات"، وعدم الانفراد باتخاذ القرار.
تحدث يوسف البنيان في لقاءات تلفزيونية عندما كان رئيسا تنفيذياً لشركة سابك تحدث عن أهمية راحة العاملين في الشركة، وكذلك راحة أسرهم والشفتات التي تناسبهم وعن المزايا والحوافز المالية التي يستحقونها، ولا نستغرب أن تكون من أفضل الشركات عالميا بعدما سمعنا ما قاله عن أهمية راحة واستقرار العاملين في الشركة.
ولكن ما الذي حصل لأفكار يوسف البنيان عندما استلم زمام الأمور في وزارة التعليم، هل يختلف المعلمون و المعلمات عن أولئك العاملين في الشركة، ألا يستحق المعلم في المدرسة ما يستحقه المهندس في سابك من تقدير واحترام وليس أقلها الاستماع لمطالبه كما العاملين في سابك.
سابك التي تصنع لنا وللعالم العديد من المنتجات الهامة التي لا غنى لنا عنها، لا تزيد أهمية عن وزارة من المفترض أن تصنع أجيالا مبدعة ولديها المعرفة القوية، ولا تكون صناعة الأجيال إلا بأيدي معلمين ومعلمات صوتهم مسموع، وأولياء أمور طلبة تُحترم آراؤهم فيما يخص تطوير التعليم، وليس آخرها الفصول الثلاثة التي وصلت (ترند) في كل شبكات التواصل الاجتماعي، ووزارة التعليم لم تكلف نفسها أن تعيد النظر في فصل ثالث قضى على الإجازة الصيفية للطلبة التي كانت مليئة بالأنشطة والفعاليات الجميلة.
الجامعات ليست وحدها من يحق لها أن تختار إذا أرادت العمل بالفصول الثلاثة أو فصلين، فالتعليم العام أحق بتقرير ما يصلح له ، والمعلمون والطلبة أحق باستبيان يقيس مدى رضاهم عن دوامهم لسنة كاملة.