بيّنت القيادة المركزية الأمريكية أنها نفذت خلال الربع الأول من 2023 نحو 36 عملية ضد تنظيم «داعش» في سوريا، منها عمليتان فقطمن جانب واحد (الجانب الأمريكي فقط)، بينما نفذت الـ34 الأخرى بمشاركة شركاء محليين. وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لإضعاف «داعش»، سواء بجهد أمريكي منفرد أو حتى في إطار تعاون أمريكي مع الشركاء، فإن تقريراللقيادة المركزية الأمريكية يوضح، كما تقول ديفورا مارجولين، الباحثة في «برنامج التطرف» بجامعة جورج واشنطن، أن أيديولوجية التنظيم لا تزال قائمة، وأن الحاجة تدعو إلى«عمليات مشتركة»، لمواصلة الضغط عليه. وفي بيان «مراجعة العام» لـ2022، الصادر عن القيادة المركزية الأمريكية حول الوضع الحالي للحرب ضد «داعش»، سلّط القائد العاممايكل كوريلا الضوء على ثلاث فئات:

1ـ عناصر «داعش» رهن الاحتجاز، أي آلاف المنتمين إلى التنظيم، والمحتجزين في سجون العراق وسوريا.

2 ـ الجيل القادم المحتمل من «داعش»: نحو 55000 امرأة وقاصر محتجزين في المخيمات.

3 ـ عموم «داعش»: القادة والعملاء الذين تحاربهم أمريكا مع شركائها في العراق وسوريا.

تحوّل المهمة

منذ عام ونصف العام تحوّلت الإستراتيجية الأمريكية في سوريا من مهمة عسكرية إلى إطار تقديم المشورة والمساعدة والتمكين للشركاءالمحليين (قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على الأغلب)، دون أن تترك أمريكا منهجية شن ضربات أحادية الجانب ضد قادة «داعش» فيسوريا. ومنذ أعلن «داعش» عما يسمى «الخلافة» في يونيو 2014، أسست أمريكا وحلفاؤها تحالفا دوليا، لهزيمته، والذى توسع لاحقا ليشمل85 دولة، وشكّلت القيادة المركزية الأمريكية ما سمي «قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب».لاحقا، وبعد تراجع مساحة الأراضي التي يسيطر عليها «داعش»، تطورت إستراتيجية أمريكا والتحالف، وصارت تقدم كذلك المشورة والمساعدة والتمكين للشركاء المحليين في أواخر 2021.

عمليات مشتركة

منذ 2021، نفذت معظم العمليات ضد «داعش» بتعاون مع شركاء أمريكا. وأوضح بيان المراجعة العام الصادر عن القيادة المركزية الأمريكية أنه نفذت 108 عمليات مع الشركاء في 2022، مقارنة بـ14 عملية فقطمن جانب واحد. وخلال هذه العمليات تم اعتقال 215 مقاتلا من «داعش»، ومقتل 466 آخرين. بينما استهدفت كثير من العمليات في 2022 قيادات «داعش»، ومنها:

ـ غارة أحادية الجانب في 3 فبراير

أسفرت عن مقتل أبو إبراهيم الهاشمي القريشي (المعروف أيضا بالحاج عبدالله)، وهو «الخليفة» الثاني للتنظيم، وأكبر قيادييه.

ـ غارة للتحالف في 16 يونيو

قبض خلالها على هاني أحمد الكردي (المعروف أيضا باسم سالم)، وهو صانع قنابل متمرس، وميسّر عمليات، وزعيم بارز في «داعش» بسوريا.

ـ غارة أحادية الجانب بطائرة دون طيار في 12 يوليو

أسفرت عن مقتل مسؤول في «داعش»، يدعى ماهر العقال، وهو معني بإعداد شبكات خارج العراق وسوريا. كما جرح فيها مسؤول كبيرآخر.

ـ غارة أحادية في 5 أكتوبر

أسفرت عن مقتل المسؤول الكبير راكان وحيد الشمري، وأدت إلى اعتقال اثنين من مساعديه.

ـ غارة أحادية في 6 أكتوبر

أسفرت عن مقتل أبو هاشم الأموي (المعروف أيضا بأبو علاء)، وهو نائب قائد «داعش» في سوريا، وأبو معاذ القحطاني، المسؤول عنشؤون الأسرى.

ـ عملية للجيش السوري الحر في أكتوبر

قتلت زعيم التنظيم و«الخليفة الثالث» أبو الحسن الهاشمي القريشي في درعا.

تكثيف العمليات

في أواخر 2022 كثّفت القيادة المركزية الأمريكية وتيرة عملياتها، وشنت غارة أحادية الجانب بطائرة مروحية ضد قياديي «داعش» في 11 ديسمبر، و3 غارات أخرى في وقت لاحق بالشهر نفسه، ونفذت 6 عمليات مشتركة مع «قسد» بين 8 و16 ديسمبر، أسفرت عن مقتل اثنينمن مسؤولي «داعش»، واعتقال 11 آخرين. ونفذت أمريكا بشكل أحادي 6 عمليات أخرى في سوريا، ذكرتها في بيان نهاية 2022، دون الكشف عن تفاصيلها.

قتل وأسر

خلال الربع الأول للعام الحالي أسفرت العمليات الـ36 ضد «داعش» عن مقتل 9 من مقاتليه، وأسر 210 آخرين.

وفي أبريل الماضي، نفذت القيادة المركزية الأمريكية 3 عمليات من جانب واحد:

ـ غارة في 3 أبريل بسوريا

أسفرت عن مقتل خالد عايد أحمد الجبوري، مسؤول التخطيط لهجمات «داعش» في أوروبا وتطوير الهيكلية القيادية للتنظيم.

ـ غارة بمروحية في 8 أبريل

شنت العملية شرق سوريا، وأسفرت عن القبض على ميسّر هجمات «داعش» حذيفة اليمني، واثنين من شركائه.

ـ غارة بمروحية في 17 أبريل

شنت الغارة في شمال سوريا، وأسفرت عن مقتل 3 داعشيين، بينهم عبدالهادي محمود الحاج علي، زعيم «داعش» ومخطط العمليات المسؤول عن التخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا.

عمليات معقدة

ثمة تعقيد في الدور الأمريكي فيما يتعلق بـ«داعش» في سوريا، فثمة ازدواجية تتعلق بتنفيذ العمليات بشكل مشترك مع الحلفاء دون التنازل عن خيار العمليات أحادية الجانب.

وعن هذا يقول قائد «قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب»، الجنرال ماثيو ماكفرلين: «نواصل تنفيذ العمليات لدعم شركائنا الذين يقومون بعمليات أمنية واسعة النطاق إلى جانب عمليات دقيقة للقضاء على قادة التنظيم في كل من سوريا والعراق.. داعش يحاول باستمرار إعادة بناء قيادته مع نجاح التحالف في تعطيل مستويات القيادة العليا. وحاليا، يفتقرون إلى الفعالية العسكرية.. أعتقد أن هذا يعود إلى فعالية التحالف، وشركائنا على وجه التحديد، في العمليات التي ينفذونها لمواصلة الضغط على الشبكة».

داعش موجود

يقاوم «داعش» كل العمليات التي تتم ضده، ويحاول التحرك ضد التحالف بجملة عمليات، وخلال العام الماضي أثبت أنه لم يُهزم بالكامل، وأن الوجود الأمريكي لا يزال ضروريا جدا.

واللافت أن كثيرين من قادة «داعش» الذين استهدفتهم أمريكا مؤخرا بعمليات أحادية الجانب متهمون بالتخطيط لهجمات إرهابية في الشرق الأوسط وأوروبا.

وقد يشير قرار القيادة المركزية الأمريكية التحرك ضد هؤلاء الأفراد إلى ضرورة التعامل مع التهديد الذي يشكّلونه على الفور. وقد يدل أيضا على أن «داعش» يعيد إعطاء الأولوية للعمليات الخارجية، وهو ما لم يكن يملك القدرة على القيام به منذ بعض الوقت.

موضع تنسيق

أفادت تقارير أن «داعش - ولاية خراسان»، التابع لـ«داعش»، يستخدم أفغانستان موقع تنسيق مهما لهجمات «داعش» المحتملة في جميع أنحاء أوروبا وآسيا.ووجد الباحثون أدلة على أن «تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان» وتنظيم «الدولة الإسلامية» نسّقا بشكل وثيق في الماضي. كما خططا لعمليات خارجية معا، ويبدو أن كلا التنظيمين يتطلع لشن هجمات خارج قواعد عملياتهما الرئيسة.

نشر ومسؤولية

يتساءل مراقبون عن أهمية خيار القيادة المركزية الأمريكية نشر أسماء ومسؤوليات قادة التنظيم الذين تستهدفهم.

وعلى الرغم من أن هذا يساعد أمريكا على إظهار قدرتها علنا على تعطيل الأنشطة الإقليمية لـ«داعش» وتشويشها، فإنه يؤكد لأنصار «داعش» أن أمريكا لا تزال تطاردهم، وأن مهمتها بهذا الشأن لا تزال مستمرة.لكن المخاوف تبدو من أن يكون لتسمية القياديين تأثير معاكس من خلال رفع مستوى الأشخاص الغامضين في مخيلة الناس، ومنحهم نوعا من الجاذبية، ويصح ذلك بشكل خاص إذا تم القبض على أحد زعماء التنظيم حيا، وليس مقتولا.



عمليات مشتركة لأمريكا مع «قسد» ضد «داعش» في 2023

غارة بمروحية في 18 فبراير بشرق سوريا

النتيجة: إلقاء القبض على مسؤول في «داعش»، يدعى «بتار»، متورط في التخطيط لهجمات على مراكز احتجاز خاضعة لحراسة «قسد»، وتصنيع عبوات ناسفة.

غارة بمروحية في 17 فبراير قرب «دير الزور»

النتيجة: مقتل حمزة الحمصي، أحد كبار قياديي «داعش» الذي أشرف على شبكة التنظيم بشرق سوريا.

عملية في 10 فبراير

النتيجة: قتل إبراهيم القحطاني المرتبط بالتخطيط لهجمات «داعش» على مراكز الاعتقال.

غارة بمروحية وهجوم بري في 21 يناير

النتيجة: القبض على ميسّر «داعش» عبدالله حميد مصلح المداد (المعروف باسم أبو حمزة السوري).

القبض على الميسّر واللوجستي للتنظيم حسام حامد المصلح المداد الخير.

القبض على مساعد آخر لم يُذكر اسمه.

غارة بمروحية في 18 يناير

النتيجة: القبض على ناشط إعلامي وأمني في «داعش» متورط في تخطيط وتسهيل العمليات والتجنيد.