أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط أن من أشد البلاء وقعاً على النفس موت الأحبة لا سيما أعلام النبلاء منهم من ذوي التأثير البارز في حياة الناس، ومن لهم يد فضلاً وبراً جازت بهم الحدود وعمت القاصي والداني، وكان للإسلام منهم مواقف عظيمة مشهودة، وكان للمسلمين منهم وقفات مباركة داعمة غير محدودة بحدود الزمان أو المكان، من مثل من فقدته الديار السعودية والمسلمون قاطبة هذه الأيام ألا وهو سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام، إن نزول البلايا وحلول المصائب بساحة العبد على تنوعها وتعدد ضروبها وما تعقبه من آثار وما تحدثه من الآم يتنغص بها العيش ويتكدر صفو الحياة حقيقة لا يمكن تغييبها، ولا مناص من الإقرار بها؛ وأن الصبر خير لأصحابه كما قال تعالى "ولئن صبرتم لهو خير للصابرين"، مبينا أن من إيجاب الجزاء لهم بغير حساب كما في قوله تعالى "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
وفي المدينة المنورة بين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم أن الله عز وجل خلق الخلق لحكمة عظيمة هي عبادتهم له وبعبادتهم له يسعدون و شرع لهم أعمالاً يتقربون بها. وأكد خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد النبوي أمس، أن الله سبحانه فاضل بين عباداته فجعل تحقيق التوحيد والعمل به واجتناب نواقصه أجل عمل يحبه الله، وإظهار هذه العبادة بالقول أزكى الأقوال إليه، كما قال عليه الصلاة والسلام "أحب الكلام إلى الله أربع، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر".
وأوضح أن الحجاج في هذه العبادة يتعرضون لنفحات ربهم في مكان عظيم وفي يوم هو أكبر الأيام، تعتق فيه الرقاب من النار ومن كان حافظاً مما حرم الله وعده الله بالجنة، كما قال عليه الصلاة والسلام "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، والحج ركن من أركان الدين مليء بالمنافع والعبر أمر سبحانه بفعله في أطهر بقعة وأشرفها ليجتمع شرف العمل والمكان، حيث بنى الخليل فيها بيت الله وأسسه على التقوى والإخلاص، وأبقى الله ما بناه إبراهيم ليرى العباد أنه لا يبقى من العمل إلا ما كان خالصاً لوجه الله، ويستفتح الحجاج عبادتهم في إظهار الوحدانية لله وحده والبراءة من عبادة ما سواه.
ووصف إمام وخطيب المسجد النبوي أن لبس الإحرام دعوة للنفس إلى عصيان الهوى فلا لبس مخيط ولا مس طيب ولا خطبة نكاح، وسواد الحجر الأسود تذكير للعباد بشؤم المعصية - حتى في الجمادات - وعظم أثرها على القلب.