صرح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 35 شخصا قتلوا اليوم (الجمعة 2011-10-28) برصاص القوات السورية في الوقت الذي تظاهر النشطاء المناهضون لنظام بشار الأسد في جمعة الحظر الجوي مطالبين بفرض منطقة حظر جوي لحماية المدنيين والجنود الذين انشقوا عن الجيش السوري وباتوا يخوضون مواجهات معه.

وقال المرصد إن 35 شخصا قتلوا بإطلاق رصاص اليوم, بينما قضى اثنان متأثرين بإصابات لحقت بهما الخميس.

فقد أورد المرصد الذي مقره في لندن أن 12 شخصا قتلوا في مدينة حماة بينما قتل 20 في حمص، وقتل اثنان في مدينة تسيل بمحافظة درعا وقتل شخص في مدينة القصير في ريف حمص.

وتابع أن شخصا من قرية كرناز بريف حماة توفي وتوفي آخر من قرية كفرنبودة، متأثرين بجروح أصيبا بها الخميس".

وأضاف المرصد انه سجل الجمعة "إصابة أكثر من 100 شخص واعتقال أكثر من 500 شخص في أنحاء مختلفة من سورية.

ومنذ أشهر، تشهد حماة وحمص ومدن سورية أخرى احتجاجات مناهضة للنظام السوري تواجه بقمع دام من جانب النظام.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 3 آلاف شخص معظمهم من المدنيين قتلوا في أعمال القمع هذه منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سورية في منتصف مارس الفائت.

وقال النشطاء إن الجيش السوري ينفذ عمليات عسكرية وأمنية في القصير بريف حمص منذ أسابيع عدة وسط قتال بين قوات الجيش ومن يشتبه بأنهم منشقون عنه.

وقال المرصد إنه رغم الحصار وانتشار نقاط التفتيش وحصار المساجد فقد نظم المتظاهرون تظاهرة حاشدة في كفرنبل البلدة القريبة من إدلب قرب الحدود التركية مطالبين بفرض منطقة حظر جوي.

وتكرر المطلب في حمص التي شهدت عمليات دهم نفذتها قوات الجيش خلال الأسابيع الأخيرة، وقال المرصد إن المتظاهرين خرجوا الجمعة في أغلب مناطق المدينة.

وخرج المحتجون من المساجد للتظاهر الجمعة وقال المرصد إن نحو 20 ألفا ساروا في منطقة حي ديربعلبة في حمص مطالبين بسقوط نظام الأسد.

وتحدث النشطاء عن "إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات في القصير البلدة المضطربة قرب الحدود مع لبنان، حيث سعت قوات الأمن لفض تظاهرات خرجت من مساجد عدة.

كما وقعت اشتباكات في حماة بين من يشتبه بأنهم من المنشقين عن الجيش السوري وقوات الجيش النظامي وقوات الأمن السورية، وفق ناشطين.

كما دهمت القوات السورية بلدة كفروما في محافظة إدلب "شمال غرب" حيث اعتقلت 13 شخصا بينهم امرأة وابنها البالغ الثانية عشرة من عمره، بحسب المصدر نفسه.

وفي معرة النعمان بإدلب تحول تشييع جندي من المنشقين قتل برصاص قوات الأمن الخميس، إلى مسيرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام، وفي دير الزور "شرق" تعرض متظاهرون لإطلاق نار مع خروجهم من المساجد، وفق ناشطين.

وتأتي أعمال العنف هذه غداة دعوة النشطاء السوريين المعارضين إلى تظاهرات الجمعة للمطالبة بفرض منطقة حظر جوي على سورية لحماية المدنيين.

وتضمنت صفحة الثورة السورية 2011 على موقع فيسبوك دعوة للمجتمع الدولي لفرض منطقة حظر جوي للسماح للجيش السوري الحر بالتحرك بحرية أكثر.

ويذكر أن "الجيش السوري الحر قوة معارضة مسلحة أعلن تشكيلها في يوليو العقيد رياض الأسعد المنشق اللاجئ في تركيا.

وكانت الأمم المتحدة فرضت حظرا جويا على ليبيا في الربيع الفائت لحماية المدنيين من القصف الذي كانت تشنه القوات الموالية للزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل في مسقطه سرت في 20 تشرين أكتوبر.

وفي الرابع من تشرين أكتوبر استخدمت روسيا والصين الفيتو في مجلس الأمن لإجهاض مشروع قرار يهدد النظام السوري بإجراءات محددة الأهداف ما لم يوقف قمعه الدامي للمعارضين.