كالغيث يحبه الجميع يحزنون لتأخره ويفرحون ويستبشرون بقدومه وعودته.
من كان يتوقع سيناريو أقرب للمستحيل من ذلك الفريق الذي كان قبل أعوام يمر بأسوأ مرحلة في تاريخه، غياب تام عن البطولات وجمهور رغم الخيبات المتتالية كان الوحيد الذي يملأ الملاعب، محملًا بجروحه وكُلف لؤي ناظر فأتت الفزعة من وزارة الرياضة فأتى جروهي وقبله روما الذي نجا ممن تم اختيارهم للخروج من الفريق. تحسن الفريق وبدأت تظهر معالم الاتحاد من جريحٍ إلى جارح، وعندما أتى الشاب الرئيس أنمار بإدارته الشابة كان الحماس أقل من المتوقع، أن يرفع المشجع من أجله السقف حتى لا تتوالى الخيبات ويخرُّ السقف على رؤوس أهله. فأتى بلا وعود ولكن عمل بصمت أتى عليه من الهجوم كما يأتي على أي أحد يُنتظر منه أكبر مما يستطيع، حاول الخروج من عنق الزجاجة تم الإنقاذ بتعاقدات، ترنح قليلًا وتأخر وكاد أن يذوق طعم الهبوط، ولكن ربما ذلك تمحيص لذلك النمر أصر الشاب على الاستمرار وتم تطعيم الفريق بنمور جدد وصيفية ساخنة أتى حجازي وغيّر معها مفهوم الدفاع المهزوز إلى ذلك الدفاع المرعب الذي نعرفه، كان هضبة حقيقية، ولم يقف الشاب ومن معه صامتون حتى أتى حمد الله وفرح به مدرج الذهب وأحسوا معه أن الذهب اقترب وهذا ما كان، وأنا أتكلم هنا عن أبرز التعاقدات، دخل الفريق فيها بجلد سلخ منه جلده القديم بإعارة بعض الجيل الذي خذل مدرج الذهب قد يكونوا جيدين ولكن الكبير يحتاج الأفضل. نافس الموسم الماضي تربع مجددًا على الصدارة حتى ظن المحبون إنها أحلام يقظة فرددوا «صدارة بس» واستلذوا بنغمتها لعلها تستمر، ولكن قدر العميد كلما شارف على نهاية السباق حدث ما لم يرغبه. وأتى من هم خلفه وأكلوا بأيديهم وربما ذلك ما ينقصه، ليؤكد أن العميد لا يسقط ولكن الخيبات تزيده قوة. أتى نونو سانتو ليعيد ديباجة الصدارة مرة أخرى للنمور، ولكنه هذه المرة أكل بيديه لأن الدرس كان قويًا، وكانت روح العميد تتجلى بعد حناجر المشجعين في إرادة اللاعبين، حتى كللوها بالسوبر لتكون بشارة تسبق الذهب وهذا ما كان. ليضرب العميد عصفورين بمخلب واحد «الدوري والعالمية». الاتحاد فرحته عدالة، إذا تأخر عن العودة، فقده القريب والبعيد، وإذا عاد، نشر الحب والمسرة، وكان حديث البسطاء والأغنياء والعرب والعجم.