والجسم المناعي لدى غالبية البشر مبرمج للتعرف على الأجسام الأجنبية الخطيرة كالبكتيريا والفيروسات والخلايا السرطانية، ولكن يحدث أحيانا خلل في قدرة الجهاز المناعي فيتم التعرف على بعض الخلايا الداخلية بالجسد على أنها خلايا أجنبية ويبدأ الجسم في مهاجمة خلاياه وإنتاج أجسام مضادة لتلك الخلايا مسببة لها الضرر الشديد فيصبح البنكرياس غير قادر على إفراز الانسولين وتصبح الكلية غير قادرة على تنقية الدم من السموم، وكذلك فإن إصابة الغدة الدرقية بتلك الأجسام المضادة قد يشل قدرتها على إفراز الهرمونات المهمة لبناء الجسم والعقل. كما تظهر أعراض وأنواع عديدة من الحساسية والتي قد تقاوم العديد من الأدوية والمثبطات المناعية.
دراسة نشرت في مجلة انتليجنس، بحثت بيانات أكثر من ثلاثة آلاف عضو في جمعية منسا الأمريكية وهي أقدم جمعية تضم أعضاء من ذوي الذكاء العالي. وانتهت الدراسة إلى وجود علاقة قوية بين معدل الذكاء العالي وبين الإصابة بالأمراض النفسية وأمراض المناعة الذاتية، ووجدت الدراسة أن 20% مصابون بطيف التوحد وما نسبته 80% مصابون بفرط وتشتت الحركة و83% يعانون من القلق. وبالنسبة للأمراض العضوية فقد وجدت الدراسة أن نسبة عالية جدا مصابون بالحساسية البيئية، وأن معظمهم يعانون من أعراض الربو و84% يعانون من أمراض المناعة الذاتية. ولم تفسر الدراسة هل تلك الهبات التي يمتلكها الأذكياء في إدراك العالم من حولهم وفهمه بوضوح أكبر وقدرتهم على تلك الأعمال الإبداعية والإصابة بتلك الأمراض قد يكون بسبب التحفيز والتفاعل الكبير للجهاز العصبي المركزي فيما يسمى علميا (بفرط الاستثارة الفكرية). ويحاول العلماء حاليا معرفة أسباب تلك العلاقة بين الذكاء الحاد وبين تلك الأمراض، ولكن يظل الاعتقاد بأن الإفراط في استخدام الدماغ يؤدي إلى معدلات استجابة عالية للجسم مما يجعله أكثر عرضة لتلك الأمراض. ومما يدعم هذه النظرية أن الأطفال شديدي الذكاء يصابون بالحساسية بنسبة 80% مقارنة بأقرانهم من نفس العمر ولكنهم متوسطو الذكاء.