وتقدر منظمة OECD، المختصة بالتعاون والتنمية الاقتصادية، أن هناك ما يقرب من 50 مليون مسافر لتلقي العلاج في الخارج حول العالم سنويًا.
عالميا، توجد العديد من الاقتصادات مستفيدة بشكل كبير من هذا السوق، ومن أهمها تايلاند التي تعد الوجهة الأولى للسياحة العلاجية في العالم بوجود ما لا يقل عن 2.4 مليون شخص بها، للعلاج في مستشفياتها ومنتجعاتها الصحية، وتبرز ثانيا تركيا التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة. وفي الواقع، فإن 32% من المرضى في تركيا قد قدموا إليها للسياحة العلاجية، خاصة زراعة الشعر. كما تعد الهند وسنغافورة من أكثر الدول تميزا في السياحة العلاجية، من حيث الخدمة المقدمة والأسعار والتقنيات المتوافرة، بل إن الهند تقدم تأشيرة سياحة طبية تسمح للمرضى بالبقاء فيها لمدة تصل إلى 60 يوما، مع إحضار مرافق خاص معهم، وهو ما يجعل العشرات من العوائل، خاصة من الدول المجاورة في الشرق الأوسط، يفضلون الهند عن باقي الدول.
أما كوريا الجنوبية فقد تميزت بسوق عمليات التجميل، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 379 ألف مريض يأتون إليها للسياحة العلاجية سنويا.
محليا، لدينا عدة عوامل يمكن أن تحقق الجذب السياحي العلاجي، منها:
-1 الموقع الجغرافي للمملكة، وسهولة الوصول إليها، سواء عبر المطارات أو الحدود البرية أو الموانئ البحرية.
-2 التقدم الصحي والتقني المذهل في مستشفيات المملكة، ووجود قطاع طبى خاص قوي بإمكانه تلبية الطلب العالمي على السياحة العلاجية.
-3 الكفاءات السعودية الطبية تخطت الحدود الإقليمية، ووصلت للعالمية في كثير من المجالات.
-4 أسعار الخدمات الطبية في المملكة ما زالت أقل بكثير من عديد الدول الأوروبية وشمال أمريكا.
-5 وجود الحرمين الشريفين، وإمكانية الربط بين السياحة العلاجية والدينية، حيث من المتوقع استضافة أكثر من مليوني حاج هذا العام، مع ملايين المعتمرين طيلة السنة.
-6 الدعم الحكومي الكبير لتنشيط السياحة المحلية، وتسهيل الحصول على التأشيرات، إذ كشفت بيانات هيئة السياحة السعودية عن أن إجمالي الزيارات في المملكة وصل إلى 62 مليون زيارة في 2022، توزعت على 29.5 مليون زيارة من الخارج، و32.5 مليون زيارة من الداخل.
ووفقا لمؤشر الأداء لـ2022، بلغ إسهام السياحة العلاجية في الناتج المحلي الإجمالي %5.3، وتم من خلالها توفير أكثر من 800 ألف وظيفة جديدة.
-7 الأمن والأمان، حيث تعد السعودية من أكثر الدول أمانا في العالم، وذات معدلات جريمة منخفضة.
وزيادة على العوامل السابقة، يظل العامل الأهم هو الشعب السعودي المضياف والمرحب «والمهلي» بكل زائر وسائح، حيث نرى الكثير من ردود الأفعال الجميلة، وحسن التعامل مع الضيوف (وذلك لا نراه في الكثير من الدول التي نزورها)، ولكن هذا الشعب الكريم ينطبق عليه قول السمؤال (عظيم القول والفعل):
إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ
وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ.