أدت ضربة صاروخية أميركية بواسطة طائرة بدون طيار أمس، إلى مقتل شقيق قائد في حركة طالبان الباكستانية في جنوب وزيرستان على الحدود الأفغانية وقريب له مع 3مسلحين اثنين آخرين.
وقتل الخمسة حين أصابت أربعة صواريخ شاحنة صغيرة كانت تسير في ازام وارساك على بعد حوالى 20 كلم غرب وانا، كبرى مدن المناطق القبلية في شمال غرب باكستان التي تعتبر ملاذا للقاعدة وقاعدة خلفية لحركة طالبان الأفغانية، كما قال مسؤولون باكستانيون.
على صعيد آخر، أشارت تقارير أميركية متعددة إلى انتقال الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان إلى مرحلة جديدة تختلف عن سابقاتها في نواح عدة، وذلك بعد تولي الجنرال ديفيد بيتريوس زمام المسؤولية كمدير للمخابرات المركزية حاملا معه خبرة واسعة بالشأن الأفغاني. وقالت تلك التقارير إن ديبلوماسية واشنطن تتجه الآن نحو محاولة الوصول إلى محطة آمنة قبل أن يحل موعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان في عام 2014 على نحو ما تعهد الرئيس باراك أوباما.
وجرى تحديد ملامح تلك المحطة الآمنة خلال مداولات مكثفة في واشنطن دارت في الشهور الأخيرة وأسفرت عن التسليم أولا بأن للمخابرات العسكرية الباكستانية صلة قوية بكل من طالبان وشبكة حقاني والحزب الإسلامي الذي يقوده قلب الدين حكمتيار وأن تلك الصلة تمليها المصالح الاستراتيجية لباكستان في الحيلولة دون تسلل الهند إلى مواقع تعتبرها إسلام أباد في خاصرتها مباشرة وهو أمر يمثل تهديدا غير مقبول للباكستانيين.
فضلا عن ذلك، فإن واشنطن قبلت أيضا على مضض بأن محاولات تحسين شروط الحل السياسي التي كانت تبذل في الآونة الأخيرة لم يعد أمامها وقت كاف كما أنها ليست واعدة بإحداث انقلاب حقيقي في موازين القوى. وكانت واشنطن تأمل في أن تكثيف عملياتها العسكرية ضد تحالف القوى الثلاث يمكن أن يؤدي إلى نتائج مقبولة أميركيا لأية مفاوضات تهدف إلى التوصل لحل سياسي للمواجهات هناك.
يضاف إلى ذلك أن واشنطن توصلت إلى أن خطة الانسحاب التدريجي من أفغانستان يمكن أن تشجع خصومها في أفغانستان على القبول بمبدأ التفاوض حول خطة قابلة للتنفيذ ومقبولة من الأطراف جميعا بما في ذلك الولايات المتحدة.