لعبت السعودية دورا مؤثرا في القمم العربية، مؤكدة أهميتها في محيطها العربي، ومركزة على تكريس دورها القيادي والفاعل عبر استضافات عدة لتلك القمم، وطرحها كثيرا من المبادرات التي تحوّلت لتكون نهجا عربيا يؤسس لمرجعية عربية بالغة الأهمية.

وقد توالت القمم العربية منذ بداية تأسيس جامعة الدول العربية في 1945، لتكون واحدة من أقدم المنظمات الإقليمية في العالم.

وعلى مدى 7 عقود، شكّلت الجامعة مرجعية تنسق مواقف العرب، وتوحد كلمتهم، وتجمعهم تحت مظلة واحدة.


حقن الدماء

مبكرا جدا من عمر الجامعة العربية، وبدعوة من السعودية، عقدت بمدينة الرياض، في أكتوبر 1976، قمة عربية مصغرة شملت 6 دول عربية، كان هدفها العمل على وقف نزيف الدم في لبنان، وإعادة الحياة الطبيعية إليه، واحترام سيادته، ورفض تقسيمه، وإعادة إعماره.

وفي أكتوبر 1976، عقد مؤتمر القمة العربي العادي الثامن في القاهرة، وصادق على قرارات وبيان وملحق القمة العربية السداسية في الرياض، ودعوة الدول العربية، كل حسب إمكاناتها، إلى الإسهام في إعادة تعمير لبنان، والالتزام بدعم التضامن العربي.

مشروع الملك فهد للسلام

بمؤتمر القمة العربي العادي الـ12 في «فاس» المغربية جاء مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط، وأُقر كمشروع للسلام العربي خلال القمة التي عقدت على مرحلتين: الأولى في نوفمبر 1981، والثانية في 1982.

وخرجت هذه القمة بإدانة عربية للعدوان الإسرائيلي على شعب لبنان وأرضه، وقرار دعم لبنان في كل ما يؤول إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن القاضية بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية حتى الحدود الدولية المعترف بها.

مبادرة الملك عبدالله

تواصل الدور السعودي المؤثر في القمم العربية، حيث قدمت السعودية في القمة العادية الـ14، التي عقدت في بيروت خلال مارس 2002، مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للسلام في الشرق الأوسط، وكانت محور أعمال القمة، التي تبنت المبادرة، وأصبحت مبادرة عربية للسلام.

مبادرة السلام

وبمؤتمر القمة العربية العادي الـ17 في الجزائر مارس 2005 كان موضوع الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي الأبرز على جدول أعمال القمة، حيث جدد القادة العرب فيه الالتزام بمبادرة السلام العربية، بوصفها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم.

وأدان المؤتمر استمرار إسرائيل في بناء الجدار التوسعي، مؤكدا الأهمية الفائقة لقرار محكمة العدل الدولية الصادرة بهذا الشأن.

وأدانت القمة الإرهاب بجميع أشكاله، وأكدت أهمية ما توصل إليه المؤتمر الدولي للإرهاب، الذي عقد بالرياض في فبراير 2005، خاصة ما يتعلق بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب.

تمسك بالمبادرة

جددت القمة العربية العادية الـ18، التي عقدت في الخرطوم مارس 2006، تمسك القادة العرب بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية ببيروت في 2002، وتأكيد أهمية المبادرة السعودية، التي صارت منذ طرحها في القمة مبادرة عربية، تبنتها الجامعة وعملت بموجبها.

استضافة الـ19

استضافت الرياض القمة العربية الـ19 في مارس 2007، وفي ختامها صدر «إعلان الرياض» الذى أكد ضرورة العمل الجاد، لتحصين الهوية العربية، ودعم مقوماتها ومرتكزاتها، وترسيخ الانتماء إليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم.

كما أكد الإعلان أهمية نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح، ورفض كل أشكال الإرهاب والغلو والتطرف، وجميع التوجهات العنصرية الإقصائية، وحملات الكراهية والتشويه، ومحاولات التشكيك في قيمنا الإنسانية أو المساس بالمعتقدات والمقدسات الدينية، والتحذير من توظيف التعددية المذهبية والطائفية لأغراض سياسية تستهدف تجزئة الأمة، وتقسيم دولها وشعوبها، وإشعال الفتن والصراعات الأهلية المدمرة فيها.

وجدد الإعلان تأكيد خيار السلام العادل والشامل، بوصفه خيارا إستراتيجيا للأمة العربية، والمبادرة العربية للسلام التي ترسم النهج الصحيح للوصول إلى تسوية سلمية للصراع العربي - الإسرائيلي، مستندة إلى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، ومبدأ «الأرض مقابل السلام».

كما أكد المجتمعون في هذه القمة أهمية خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، بعيدا عن ازدواجية المعايير وانتقائيتها، محذرين من إطلاق سباق خطير ومدمر للتسلح النووي في المنطقة، ومشددين على حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية وفقا للمرجعيات الدولية، ونظام التفتيش والمراقبة المنبثق عنها.

قمة القدس

في الظهران استضافت المملكة القمة الـ29، وأطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال الجلسة الافتتاحية، تسمية «قمة القدس».

وقال: «ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين»، وأعلن تبرع المملكة بـ150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، و50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وأكد «إعلان قمة القدس» مركزية القضية الفلسطينية، مشددا على «بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل».

وأعربت القمة عن دعم جهود التحالف العربي، لدعم الشرعية في اليمن.

قمة مكة المكرمة

عقدت القمة العربية الاستثنائية الـ14 في مكة المكرمة 2019، وأكدت التضامن العربي، والتكاتف أمام التدخلات الإيرانية.

الاجتماع الأول

عقدت أول قمة عربية في مايو 1946، وعرفت بـ«قمة أنشاص» الطارئة في الإسكندرية، لمناصرة القضية الفلسطينية.

وبعد نحو 10 سنوات، وتحديدا في نوفمبر 1956، عقدت «قمة بيروت» في لبنان، لدعم مصر ضد العدوان الثلاثي، وتأكيد سيادتها على قناة السويس.

قمة رسمية

اكتسبت القمم العربية، ابتداء من قمة القاهرة 1964، الصفة الرسمية، وشددت تلك القمة على تنقية الأجواء العربية من الخلافات، ودعم التضامن العربي وترسيخه، وعدّت قيام إسرائيل خطرا يهدد الأمة العربية، ودعت إلى إنشاء قيادة موحدة لجيوش الدول العربية.

وفي نوفمبر من العام نفسه، استضافت الإسكندرية القمة العادية الثانية، التي دعت إلى تعزيز القدرات الدفاعية العربية، ورحبت بقيام منظمة التحرير الفلسطينية، واعتمادها ممثلا للشعب الفلسطيني.

بينما استضافت الدار البيضاء المغربية في سبتمبر 1965 قمة، التي وافقت على ميثاق التضامن العربي، والالتزام به.

وعقدت القمة الرابعة في أغسطس 1967، لتجديد أهمية وحدة الصف العربي، وإزالة آثار العدوان الإسرائيلي على الأراضي العربية المحتلة.

وفي قمة القاهرة غير العادية بالثالث في سبتمبر 1970 كان حل الخلاف الأردني - الفلسطيني، حقنا للدماء العربية، هو الموضوع الأهم.

محورية القضية الفلسطينية

بقيت القضية الفلسطينية المحور الأهم للقمة العربية، ففي القمة العادية السادسة بالجزائر نوفمبر 1973 تمت الدعوة إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة.

وفي القمة السابعة بالرباط أكتوبر 1974، اعتمدت منظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.

وفي القمة التاسعة ببغداد، رفض القادة الموافقة على اتفاقية «كامب ديفيد»، الموقعة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، وتم نقل مقر الجامعة من مصر إلى تونس.

وفي القمة العادية العاشرة نوفمبر 1979، رفضت القمة محاولات الهيمنة الصهيونية على الجنوب اللبناني.

وفي القمة الـ11 بعمان الأردنية، تمت المصادقة على برنامج العمل العربي المشترك، لمواجهة العدو الصهيوني، وعلى ميثاق العمل الاقتصادي القومي.

تنقية الأجواء

في الدار البيضاء 1985، عقدت القمة العربية غير العادية، وتقرر تشكيل لجنتين من أجل تنقية الأجواء العربية، ووضع حد سريع للحرب العراقية - الإيرانية.

وعادت القمة العربية غير العادية الخامسة إلى عمان الأردنية 1987، وأدانت احتلال إيران أراضي العراق، واعتداءاتها على الكويت، ودعت إلى حرية الملاحة الدولية في الخليج العربي.

انتظام سنوي

ابتداء من القرن الجديد، عادت القمم العربية للانتظام الدوري والسنوي، وعقدت القمة الـ13 في عمان الأردنية مارس 2001.

وفي 2002، عقدت القمة الـ14 في بيروت.

وفي مارس 2003، عقدت القمة الـ15 في شرم الشيخ بمصر، وأكدت رفض ضرب العراق، أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية.

وفي مايو 2004، عقدت القمة العربي العادية الـ16 في تونس.

وذهبت القمة العادية الـ17 إلى الجزائر في مارس 2005، بينما عقدت القمة العادية الـ18 في الخرطوم مارس 2006، وأكدت مركزية قضية فلسطين، والتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت 2002.

تضامن عربي

استضافت دمشق القمة العادية الـ20، وأكدت تعزيز التضامن العربي، وتغليب المصالح العليا للأمة العربية على أي خلافات أو نزاعات قد تنشأ بين دولها، وتضمن «إعلان دمشق» وقوف العرب معا في وجه الحملات والضغوط السياسية والاقتصادية التي تفرضها بعض الدول على أي دولة عربية، وتوحيد الموقف العربي في القضايا التي تطرح بالمؤتمرات والمحافل الدولية.

وأقيمت القمة الـ21 في الدوحة مارس 2009، بينما أقيمت القمة العادية الـ22 في سرت الليبية مارس 2010، التى ركز إعلانها على التمسك بالتضامن العربي، وإنهاء أي خلافات عربية.

وعادت القمة الـ23 إلى بغداد في مارس 2012، ودعت إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة.

ومن جديد، عقدت القمة العادية الـ24 في الدوحة مارس 2013، وركزت على أهمية روابط الدول العربية، وصلاح أحوالها.

بدورها، شهدت الكويت القمة العادية الـ25 في مارس 2014، وصدر عنها «إعلان الكويت» الذي جدد التعهد بإيجاد حلول لازمة للأوضاع الدقيقة والحرجة للدول العربية.

ممارسات شاذة

ركزت قمة شرم الشيخ العادية الـ26 في مارس 2015 على دعوة المؤسسات الدينية الرسمية في العالم العربي إلى تكثيف الجهود، والتعاون فيما بينها نحو التصدي للأفكار الظلامية، والممارسات الشاذة التي تروج لها جماعات الإرهاب، والتي تنبذها مقاصد الأديان السماوية.

واستضافت موريتانيا القمة العربية الـ27 مارس 2016، وصدر عنها «إعلان نواكشوط» الذي رحب بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية.

واستضافت منطقة البحر الميت بالأردن القمة الـ28 في مارس 2017، ورفضت كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض، وتقوض حل الدولتين، وطالبت بتكثيف العمل، لإيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية.

وأبدت القمة بالغ القلق إزاء تنامي ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، ومحاولات الربط بين الدين الإسلامي والإرهاب.

القمم العربية

- قمة أنشاص الطارئة

مايو 1946

7 دول عربية مؤسسة للجامعة، بينها السعودية

- قمة بيروت الطارئة

نوفمبر 1956

شارك فيها 9 رؤساء عرب

- قمة القاهرة

يناير 1964

أول قمة عربية عادية

13 دولة (جميع الأعضاء حينئذ)

- قمة الإسكندرية

سبتمبر 1964

بحضور 14 قائدا عربيا

- قمة الدار البيضاء

سبتمبر 1965

بمشاركة 12 دولة عربية، بالإضافة إلى منظمة التحرير

- قمة الخرطوم

أغسطس 1967

حضرتها كل الدول العربية، باستثناء سوريا

- قمة الرباط

ديسمبر 1969

شاركت فيها 14 دولة عربية

- قمة القاهرة الطارئة

سبتمبر 1970

قاطعتها سوريا والعراق والجزائر والمغرب

- قمة الجزائر

نوفمبر 1973

عقدت بحضور 16 دولة

قاطعتها ليبيا والعراق

شهدت انضمام موريتانيا للجامعة

- قمة الرباط

أكتوبر 1974

عقدت بمشاركة كل الدول العربية، إلى جانب الصومال الذي شارك للمرة الأولى

- قمة الرياض الطارئة

أكتوبر 1976

عقدت بدعوة من السعودية والكويت

ضمت السعودية ومصر والكويت وسوريا ولبنان ومنظمة التحرير الفلسطينية

- قمة القاهرة

أكتوبر 1976

حضرتها 14 دولة

أكملت المؤتمر السداسي فى الرياض

- قمة بغداد

نوفمبر 1978

شاركت فيها 10 دول مع منظمة التحرير

- قمة تونس

نوفمبر 1979

- قمة عمان

نوفمبر 1980

بحضور 15 دولة عربية

قاطعتها سوريا والجزائر ومنظمة التحرير ولبنان

- قمة فاس

نوفمبر 1981

شاركت فيها جميع الدول العربية، باستثناء مصر

- قمة فاس الطارئة

سبتمبر 1982

شاركت فيها 19 دولة، وغابت عنها ليبيا ومصر

- قمة الدار البيضاء الطارئة

أغسطس 1985

- قمة عمان الطارئة

نوفمبر 1987

شاركت فيها 20 دولة عربية، ومنظمة التحرير الفلسطينية

أعلنت تضامنها مع الكويت والسعودية والعراق إزاء التهديدات والاستفزازات الإيرانية

- قمة الجزائر الطارئة

يونيو 1988

- قمة الدار البيضاء الطارئة

مايو 1989

أعادت مصر إلى عضوية الجامعة العربية

غاب عنها لبنان الذي كان تتنازع السلطة فيه حكومتان

- قمة بغداد الطارئة

مايو 1990

غاب عنها لبنان وسوريا

- قمة القاهرة الطارئة

أغسطس 1990

تغيبت عنها تونس

- قمة القاهرة الطارئة

يونيو 1996

حضرتها جميع الدول العربية، باستثناء العراق

- قمة القاهرة الطارئة

أكتوبر 2000

حضرها 14 قائدا عربيا

انسحبت منها ليبيا باليوم الثاني للقمة

- قمة عمان

مارس 2001

حضرها 14 زعيما عربيا

- قمة بيروت

مارس 2002

تبنت مبادرة ولي العهد السعودي - آنذاك - الأمير عبدالله بن عبدالعزيز

حضرها 9 رؤساء عرب

- قمة شرم الشيخ

مارس 2003

ترأسها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين

حضرها 11 زعيما عربيا

حضرها كذلك 11 ممثلا للحكومات الباقية

- قمة تونس

مايو 2004

بحضور 13 رئيسا، و9 ممثلين للحكومات العربية

- قمة الجزائر

مارس 2005

حضرها 13 حاكما عربيا

- قمة الخرطوم

مارس 2006

حضرها 11 قائدا عربيا

- قمة الرياض

مارس 2007

حضرها 17 زعيما عربيا

- قمة دمشق

مارس 2008

شارك فيها 11 قائدا

- قمة الدوحة

مارس 2009

حضرها 17 زعيما

- قمة سرت

أكتوبر 2010

شارك فيها 15 حاكما

- قمة بغداد

مارس 2012

حضرها 9 قادة

- قمة الدوحة

مارس 2013

شارك فيها 15 رئيسا

- قمة الكويت

مارس 2014

حضرها 13 زعيما عربيا

- قمة شرم الشيخ

مارس 2015

عقدت بمشاركة 15 زعيما عربيا

- قمة نواكشوط

يوليو 2016

عقدت بحضور 7 حكام

- قمة عمان

مارس 2017

شارك فيها 15 حاكما

ـ قمة الظهران

إبريل 2018

شارك فيها 15 قائدا عربيا

ـ قمة تونس

مارس 2019

شارك فيها 12 قائدا عربيا

ـ قمة الجزائر

نوفمبر 2022

شارك فيها 11 قائدا عربيا