ويمكن أن يكون لتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية "عواقب وخيمة" على الإنسان وفق تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وحذرت هذه الوكالة الأممية من أن تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية سيمثل تسارعا ملحوظا في التأثيرات البشرية على نظام المناخ العالمي، ويرسل العالم إلى "منطقة مجهولة".
وبموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، تعهدت البلدان بمحاولة إبقاء درجات الحرارة العالمية أقل عن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات "ما قبل الصناعة" بعد أن اتضح علميا بأن بلوغ أكثر من هذا المستوى من شأنه أن يطلق العنان لسلسلة من الآثار الكارثية التي لا رجعة فيها.
وقال بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "هذا التقرير لا يعني أننا سوف نتجاوز بشكل دائم 1.5 درجة مئوية المحددة في اتفاقية باريس، ومع ذلك، تدق المنظمة ناقوس الخطر بأننا سنتجاوز هذا المستوى على أساس مؤقت".
ولم يسبق لمتوسط درجات الحرارة السطحية العالمية أن تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية.
وكان أعلى متوسط في السنوات السابقة 1.28 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل مرحلة التصنيع.
ووجد التقرير، الذي نُشر الأربعاء، أن هناك احتمالا بنسبة 66 % لتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية في عام واحد على الأقل بين 2023 و2027.
ورجح أيضا أن يكون هناك هطول أقل للأمطار هذا العام في منطقة الأمازون وأميركا الوسطى وأستراليا وإندونيسيا.
الصحيفة البريطانية وصفت الوضع بالقول: "هذه أخبار سيئة بشكل خاص لمنطقة الأمازون" حيث تزايد قلق العلماء من أن حلقة مفرغة من ارتفاع درجات الحرارة وإزالة الغابات يمكن أن تدفع المنطقة من الغابات المطيرة إلى ظروف شبيهة بـ "السافانا" (السهول العشبية الأفريقية).
وتم تسجيل درجات حرارة قياسية جديدة في العديد من المناطق حول العالم خلال موجات الحر، في العام الماضي، ولكن هذه الارتفاعات قد تكون البداية فقط، وفقا للتقرير، حيث يجتمع انهيار المناخ وتأثير ظاهرة "النينو" لتخلق موجات حر في جميع أنحاء العالم.
وتعد ظاهرة النينو جزءا من نظام مناخي متذبذب يتطور في المحيط الهادئ.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، كان العالم يمر بمرحلة ما يعرف باسم "النينيا"، والتي كان لها تأثير أخف على ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم.
وجد العلماء أنه مع انتهاء ظاهرة "النينيا" وتطور ظاهرة "النينو" الجديدة، فإن هناك احتمالا بنسبة 98 في المئة أن تكون واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر سخونة على الإطلاق.
في الصدد، حذر تالاس قائلا: "من المتوقع أن يتطور ارتفاع درجة حرارة النينو في الأشهر المقبلة وسيتحدد هذا مع تغير المناخ لدفع درجات الحرارة العالمية إلى منطقة مجهولة".
وقال إن ذلك ستكون له تداعيات بعيدة المدى على الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة، ثم مضى محذرا "نحتاج أن نكون جاهزين".