جذبت أطباق المكسرات البندق والفستق واللوز وبذر الثمار "حب الفصفص" أنظار الزائرين والحجاج في معرض "بنيان" الذي يقام حالياً في دورته الرابعة جوار المسجد النبوي بالمدينة المنورة، والذي تشارك فيه جمارك مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بجناحها، ووقف الزوار أمامها طويلاً متعجبين من أساليب مهربي المخدرات، والتي وصلت إلى تدنيس المأكولات والفواكه والثمار بالسموم في محاولة لإدخالها للمملكة.
والمعرض الذي تنظمه جامعة طيبة بالمدينة المنورة، تشارك فيه أكثر من 40 جهة حكومية وأهلية وخيرية معنية بشؤون الحج، وقد افتتحه أمير منطقة المدينة المنورة الأسبوع الماضي، وسيستمر الخمسة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة المقبل.
تتضمن المضبوطات التي تعرضها الجمارك أكثر من 20 عينة تم ضبط أغلبها في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة، وتشمل العينات المعروضة طقم أسنان حاول مهرب الدخول به، وداخله كمية من الأفيون، وطرف اصطناعي حاول صاحبه استخدامه في تهريب 400 ألف حبة من الكبتاجون المخدر، كما عرضت قطع داخلية من محركات السيارات تم عرضها وبداخلها المخدرات، وعلب معجون أسنان، وخواتم فضية تم تجويفها وملؤها بالمخدرات.
ومن أكثر ما لفت أنظار زوار المعرض من حجاج ومواطنين وتوقفوا طويلا أمامه، بعض بذور الثمار "حب الفصفص" والفستق والبندق، حفظتها الجمارك في أطباق داخل صناديق زجاجية بعيداً عن متناول الزوار، وثمار بطاطس محشوة بالمخدرات، كما عرضت عددا كبيرا من حبيبات الفستق فرغ مهربون محتواها، وأعادوا حشوها بالهيروين المخدر، مستغلين صغر حجمها لتهريب المخدرات بها، كما اشتمل ركن الجمارك على عينات لبعض منتجات الشركات العالمية المقلدة بأسماء شركات عالمية، وكتب عن التوعية والأساليب الجديدة بالغش التجاري والتحذير منها.
من جهته أكد مدير جمارك مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، عبدالله أحمد نحاس، أن رجال الجمارك من الجهات الحكومية المعنية يقومون بخدمة الحجاج وحمايتهم من الأخطار التي يحاول ضعاف النفوس إدخالها لأراضي المملكة.
وأضاف أن موقع المعرض في المنطقة المركزية بجوار المسجد النبوي دفع الجمارك إلى عرض عينات من ما تم ضبطه من ممنوعات، وكشف أساليب المهربين الملتوية، والذين لم يتورعوا عن تدنيس المأكولات الطاهرة من أجل إدخالها للمملكة.
وأشار إلى أن الإحصائيات دلت على أن المملكة من أقل دول العالم تعرضاً لأخطار المخدرات، وأن الدولة بكافة قطاعاتها وأجهزتها تبذل جهوداً كبيرة في سبيل التصدي لهذه الآفة، من منطلق الاهتمام الذي توليه لهذه المشكلة، وحماية للمجتمع وضيوف الرحمن، وذلك باستغلال جميع الوسائل الإعلامية المتاحة لتوعية أفراد المجتمع ضد أضرار هذه الآفة، وكشف طرق المهربين والمروجين لإدخالها للمملكة.
وقال نحاس إن المملكة أحكمت السيطرة على مداخل البلاد من قبل الجهات المختصة لعدم تمكين المهربين من تسريب سمومهم داخل البلاد، كما حرصت على أن تساير إجراءاتها التصاعد المستمر في خطورة المشكلة، وقد اتخذت كافة الإجراءات بما يتمشى مع المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مشيرا إلى التركيز على منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية، وعلى الفئات التي عرف عنها تهريب المخدرات، والقادمين من البلدان المنتجة.