قال استشاري سعودي في الطب النفسي إن البلدان العربية تعاني نقصاً في الكوادر البشرية المدربة العاملة في مجال الصحة النفسية على كافة المستويات، وغياب التدريب الفعال والمستمر في هذه الكوادر، بجانب غياب المفهوم الإيجابي للصحة النفسية، وتحسين نوعية الحياة، وارتباط الصحة النفسية بغياب المرض النفسي فقط، علاوة على نقص الأبحاث والدراسات, والسياسات والاستراتيجيات في مجال الصحة النفسية.

وأوضح استشاري الطب النفسي في مستشفى الصحة النفسية في الأحساء الدكتور أنور بن حمد المسعد، في معرض محاضرته "الأعباء الاقتصادية للأمراض النفسية"، في غرفة الأحساء، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، أن معظم المصابين بالاضطرابات النفسية لا يتلقون العلاج وأن من أبرز التحديات في واقع الصحة النفسية في البلدان العربية، نقص الموارد المالية المخصّصة للصحة النفسية في البلدان العربية، وقلة اقتناع الحكومات بأهمية الرعاية الصحية النفسية في قضايا الصحة، والمشكلات الاجتماعية مثل انتشار الأمية والفقر، والمشكلات السياسية مثل عدم الاستقرار السياسي والنزاعات والحروب، ونقص الوعي بمواضيع الصحة النفسية وبأهميتها، وانتشار المعتقدات الخاطئة عن الاضطرابات النفسية والعلاج النفسي، والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية. وقال الدكتور المسعد إن منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يصبح الاكتئاب ثاني أكبر مساهم رئيسي في العبء العالمي للمرض في مختلف الأعمار بحلول عام 2030م، لافتاً إلى أن أعباء الأمراض النفسية والعصبية تمثل 13% من مجموع الأمراض مجتمعة، وتتسبب في ضياع 28% من سنوات الحياة للمرضى الذين يعانون منها.

وأضاف أن في المملكة 21 مستشفى للصحة النفسية والأمل منتشرة في مناطق المملكة، بسعة 3 آلاف سرير، والعمل جارٍ على إحلال 14 مشروعاً لمستشفيات نموذجية ذات مواصفات عالمية.