استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوفد الوزاري العربي الذي وصل إلى دمشق اليوم (الأربعاء 2011/10/26) بنية التمهيد لبدء وساطة بين النظام السوري والمعارضة في ظل دعوة إلى عصيان مدني أطلقها ناشطون وواجهها موالون للرئيس السوري بمسيرة تأييدا له.
وقتل في سوريا اليوم الأربعاء 22 شخصا هم 9 مدنيين وطفلان أثناء عمليات عسكرية وأمنية شنتها السلطات و11 عسكريا بينهم عقيد إثر إطلاق مسلحين يعتقد أنهم "منشقون" قذيفة أر بي جي على حافلة كانت تقلهم وسط البلاد.
وأكد رئيس الوفد، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن اللقاء مع الرئيس السوري كان صريحا ووديا, مضيفا أن اللجنة العربية والقيادة السورية ستواصلان الاجتماع في الثلاثين من هذا الشهر.
وتابع, لمسنا حرص الحكومة السورية على العمل مع اللجنة العربية للتوصل إلى حل، بحسب الوكالة.
ووصل الوفد الوزاري العربي برئاسة قطر بعد ظهر اليوم الأربعاء إلى دمشق قادما من الدوحة لبدء وساطة بين النظام السوري والمعارضة كما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي لوكالة فرانس برس.
وفي تصريحات نشرتها اليوم الأربعاء صحيفة الحياة عبر الأمين العام للجامعة العربية عن الأمل في أن تقبل القيادة السورية هذه المبادرة، وتبدأ بمشروع حقيقي للإصلاح السياسي.
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا في 16 الجاري في بيان صدر في ختام اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة إلى عقد مؤتمر حوار وطني يضم الحكومة السورية وأطراف المعارضة بجميع أطيافها خلال 15 يوما، إلا أن سورية تحفظت عن هذا البيان.
وحددوا مهمة اللجنة على أنها الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة أعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية وأطراف المعارضة لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها اليوم جامعة الدول العربية لمطالبة الحكومة السورية السماح بإرسال مراقبين مستقلين على أرض الواقع للوقوف على سلوك الأجهزة الأمنية.
وقالت المنظمة إن مثل هذه المراقبة ستكون خطوة ضرورية لإنهاء العنف في سورية واستعادة مناخ الثقة.
ودوليا، طلبت إيران على لسان وزير خارجيتها علي اكبر صالحي منح الرئيس السوري فرصة لتنفيذ وعوده بالإصلاح متهما في الوقت ذاته مجموعات مدعومة من الخارج بتعكير الأوضاع في هذا البلد الحليف لإيران.
وفي هذا الوقت دعت المعارضة السورية في بيانات على الشبكات الاجتماعية إلى إضراب عام اليوم الأربعاء في مناسبة زيارة الوفد العربي مؤكدة أنها لن ترضى بأقل من تنحي الرئيس السوري. وجاء في بيانها "لن نرضى بأقل من تنحي بشار الأسد ومحاكمته"، مضيفا "أيها العرب لا توغلوا أيديكم في دمائنا أكثر".
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن "الإضراب نفذ بشكل كامل اليوم في درعا وريفها وفي حيي القابون وبرزة في دمشق إضافة لريف دمشق وإدلب وريفها وبانياس "غرب" وحماه "وسط" وريفها وحمص وريفها وفي دير الزور وريفها وفي ريف حلب "شمال".
وأفاد أحد سكان درعا لوكالة فرانس برس أن الأجهزة الأمنية عمدت إلى تكسير المحال المغلقة في المدينة.
كما قابلت الأجهزة الأمنية العديد من المظاهرات المناهضة للنظام السوري بالعنف حيث أطلقت النار لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في ساحة الجامع الكبير بمدينة معرة النعمان "شمال غرب" يشارك فيها الطلاب الذين رفضوا الذهاب لمدارسهم وعلى مظاهرة خرجت في بلدة حمورية (ريف دمشق)، بحسب المرصد.
من جهتها، أشارت اللجان إلى مظاهرات خرجت في حي الصابونية في حماة "وسط" وفي حي كفرسوسة في دمشق.
وميدانيا، قتل 11 مدنيا بينهم خمسة وطفلة في حمص "وسط" وطفل في دوما "ريف دمشق" ورجل في البوكمال (شرق) ومواطن في الرستن (ريف حمص) واثنان في سراقب التابعة لريف ادلب (شمال غرب)، حسبما أفاد المرصد.
وفي حمص، أضاف المرصد "أصيب أكثر من 17 شخصا بجراح بعضهم إصابته حرجة بحي البياضة نتيجة القصف بالرشاشات الثقيلة كما نتج عنه تهدم جزئي لبعض المنازل كما هز انفجار حي كرم الزيتون".
ولفت إلى "إطلاق قذائف أر بي جي على حي دير بعلبة وإطلاق نار كثيف في حي الدبلان وحي الغوطة" في حمص.
وأشار المرصد إلى قصف عشوائي تقوم به قوات الأمن لترهيب المواطنين في شوارع مدينة معرة النعمان "شمال غرب" وفي ريف درعا "جنوب"، ذكر المرصد "أصيب 7 أشخاص بجراح إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن في مدينة الصنمين".
كما أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس أن "أطلق مسلحون قذيفة أر بي جي على حافلة كانت تقل عناصر من الجيش في قرية الحمرات الواقعة على طريق حماة-السلمية "وسط" ما أسفر عن مقتل 9 عسكريين بينهم ضابط".
وتشهد سورية منذ منتصف مارس حركة احتجاجية لا سابق لها سقط خلالها أكثر من 3 آلاف قتيل بينهم 187طفلا على الأقل منذ 15 مارس بحسب الأمم المتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع "حرب أهلية".
ويتهم النظام السوري عصابات إرهابية مسلحة بزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.