وبيّن المرشد السياحي عبدالعزيز الهديب أن اجتماعات الأعياد في الماضي كانت تشمل الحي كاملا، لكنها اقتصرت في السنوات القريبة على اجتماع العوائل والأقارب.
وقال «حاول بعض المواقع إعادة التقاليد القديمة الجميلة للأعياد في اجتماعات هذا العيد، ومنها مواقع تراثية ومزارع في منطقة القصيم والتي أقامت ما يسمى (عيد الأولين)، وهو عيد من سبقونا في الماضي، حيث تجتمع فيها جموع الناس من كل مكان لتبادل التهنئة».
وأضاف «عملت مزارع منها مثلا مزارع الصباخ وهي من أقدم المزارع بتقديم احتفالية تجسد حياة الفلاح قديماً، وكانت الاحتفالية عبارة عن اجتماع لتبادل التهاني والمباركة، كما أقيمت فعالية الحقاق للأطفال، وتتمثل بأن يطرق الطفل باب المنزل ويفتح له الباب ويقدم صاحب المنزل له حلوى العيد والهدايا أو مبالغ مالية».
أحياء تحتفي بالأعياد
ذكر الهديب أن أحياء في مدينة بريدة تميزت في إقامة فعاليات العيد، وهي أحياء خضيراء والرحاب وقرطبة، حيث حرصت على تجسيد وإحياء الماضي في احتفالاتها.
وقال الهديب «تتميز منطقة القصيم بوفرة المواقع التراثية التي تنمّي جانب السياحة الريفية حيث إن هناك مواقع تراثية من منازل ومساجد ومزارع ونزل ريفية تستثمر طوال السنة، وقد أقامت فعاليات خاصة خلال رمضان المبارك الفائت، حيث أضافت الأطعمة الرمضانية وفعاليات الإفطار الجماعي»
وتابع «احتضنت قرية الجدعية في محافظة الرس هذا العام فعالية فطور الأولين التي شارك فيها أبناء الرس وأصدقاء القلعة، حيث اجتمعوا على سفرة واحدة، واشتركوا في الأكالات الرمضانية».
وأكمل «مزجت مقصورة الراجحي التراثية ثقافة التراث مع روحانية رمضان حيث حققت جذبا سياحيا كبيرا عندما تم توظف المواقع السياحية في جانب الأنشطة الاجتماعية».
مقصورة الراجحي
وتعد مقصورة الراجحي واحدة من المواقع الأثرية الكثيرة التي تزخر بها محافظة البكيرية في منطقة القصيم والتي تستثمر اقتصاديا، ومنها مواقع كانت فيما مضى من أشهر المساكن.
وعن مقصورة الراجحي، يقول المشرف على المقصورة يوسف عبدالرحمن الراجحي «لهذه المقصورة تاريخ يجعلها من المعالم التراثية العريقة، وعلى الرغم من مرور حقب طويلة عليها، إلا أنها ما زالت تتعايش مع الزمن وتنبض بدفء الحياة، وهي رافد من روافد السياحة في المنطقة، حيث تقدم فيها ضيافة يومية بعد صلاة العصر طوال أيام السنة».
وأضاف «أول ما نزل الجد ناصر الراجحي إلى البكيرية عام 1190 للهجرة، حفر ثاني أكبر بئر في الجزيرة العربية بعد بئر هداج تيماء، وعليها 11 غروباً تستخدم لجلب الماء من البئر، من الجهة الشمالية 7 غروب ومن الجهة الجنوبية 4 غروب.
وفي عام 1198ه تم إنشاء المقصورة التي كانت مكان إيواء للعائلة، ويوجد فيها جصتان لحفظ التمور ذاتا حجم واسع ليكفي المؤونة، وحوضان لحفظ القمح وتوجدان داخل غرفة تسمى غرفة الأرزاق، كما تتميز المقصورة بسماكة جدارها وعدد من النوافذ الصغيرة تثبت فيها الأسلحة التي تطلق منها النيران وذلك لحمايتها باعتبارها حصن العائلة وقت الخوف، ومن هذا المكان انتشرت عائلة الراجحي إلى أرجاء المملكة فخرج منهم مشايخ ومنهم الشيخ عبدالعزيز الراجحي وكذلك القضاة والتجار.
وفي عام 1216 للهجرة أنشئ المسجد في المقصورة، وكان مسجدا ومدرسة تخرج فيها عدد من المشايخ».
وأكمل «كان لهذه المواقع التراثية أجواء خاصة في الأعياد حيث كانت مكان اجتماع الأسر قديما، وكانت احتفالاتهم تقام فيها ويستقبلون فيها الضيوف من الأقارب والجيران، أما الآن فباتت تستخدم لإقامة الفعاليات التي تتزامن مع المناسبات الدينية مثل الأعياد وموسم رمضان المبارك حيث يقام فيها إفطار للصائمين إنفاذاً لوصايا الأجداد والجدات في تفطير الصائمين، حيث يتوافد للإفطار فيها أكثر من 500 شخص خلال شهر رمضان، وذلك على نفقة أوقاف عائلة الراجحي».