أقرت منظمة الصحة العالمية أن 90 % من البشر يتنفسون هواءً ملوثًا، وأن حوالي 7 ملايين شخصا يموتون بسببه كل عام. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن ثمة صلة وثيقة بين تلوث الهواء وسرطان الرئة، إذ إنه مسؤول عن وفاة ما يقرب من 250 ألف شخص بنوع من أنواع سرطان الرئة يسمى السرطان الغدي.

ولكن نظرا لتنوع الجزيئات السامة في الهواء، لم يتمكن العلماء من التحقق في كيفية ضلوع تلوث الهواء في الإصابة بسرطان الرئة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن آثاره أقل وضوحًا من تأثيرات المواد المسرطنة التي تمت دراستها بشكل مفصل مثل دخان التبغ أو الأشعة فوق البنفسجية. لذلك، نشر فريق دولي يضم باحثين من المملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية والصين وهولندا والسويد بحثا في دورية «نيتشر Nature» في 5 أبريل الجاري، يصفوا فيه الوسائل التي يمكن أن يتسبب بها تلوث الهواء في الإصابة بسرطان الرئة.

طفرة جينية


لاستبعاد تأثير دخان التبغ من البيانات، ركز الفريق على سرطانات الرئة التي تحمل طفرات في جين يسمى EGFR، هذه الطفرات أكثر شيوعًا في سرطانات الرئة لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا مطلقًا، وكانت إصابتهم بسبب استنشاقهم لجزيئات يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر أو أقل، وهو حجم سمح لتلك الجزيئات بالتوغل بعمق في الرئتين.

وقد أجرى الفريق البحثي تجارب على فئران تحمل طفرة EFGR، ووجدوا أنهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة عند استنشاقهم للجسيمات الملوثة.

ومن ناحية أخرى، وجد الباحثون أن عدد الطفرات في رئة الفئران لم يرتفع، ما يعني أن تلوث الهواء نفسه لا يتسبب في حدوث طفرات جديدة.

تحفيز الخلايا السرطانية

استنتج الباحثون أن تلوث الهواء بشكل عام ليس سببًا مباشرًا في حدوث طفرات في الرئتين تؤدي إلى سرطان الرئة، ولكنه بدلاً من ذلك يؤدي إلى ظهور الالتهابات التي تحفز الخلايا التي بها طفرات على التحور والتكاثر، ومن ثم تبدأ الإصابة بالسرطان.

تقول «سيرينا نيك زينال» عالمة الوراثة الطبية بجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة في البيان الصحفي «ليست كل مادة مسرطنة تسبب طفرات جينية وتؤثر على الحمض النووي» كما أوضح «ألان بالمين» باحث السرطان في جامعة كاليفورنيا «أن الآلية الرئيسية التي يتسبب بها تلوث الهواء في الإصابة بالسرطان لا ترجع إلى إحداث طفرات جديدة، ولكنه ذلك الالتهاب المستمر الذي ينتج عنه ويصبح مزمنًا حتى تنمو هذه الخلايا وتتحول إلى أورام».

ولإثبات نظريتهم، وجد الباحثون أن بعض الخلايا المناعية التي توافدت على الرئتين تفرز بروتينًا يعزز الالتهاب يسمى IL-1β، وقد أدى علاج الفئران بعقار يحجب برويتن الـ IL-1β إلى تقليل الإصابة بسرطان الرئة.

مواجهة المشكلة

وجدت دراسات سابقة أن الخلايا التي تحمل طفرات سرطانية توجد أحيانًا في الأنسجة السليمة، وقد وجد الباحثون أن طفرات EGFR موجودة في خلية واحدة من كل 600 ألف خلية. وقالت «إميليا ليم» -عالمة جينوم السرطان في معهد فرانسيس كريك- في مؤتمر صحفي واصفة الطفرات «إنهم هناك، إنهم نادرون، لكنهم موجودون». قال «ألان» «يصبح السؤال بعد ذلك هو كيفية منع الخلايا الحاملة للطفرات من التحول إلى أورام بسبب العوامل البيئية مثل تلوث الهواء، ومع تعرض ملايين الأشخاص لمستويات عالية من تلوث الهواء، وليس من المجدي علاجهم جميعًا بعقارات تحجب بروتين IL-1β والتي ستكون باهظة الثمن، وقد تسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها للأشخاص الأصحاء». ويقترح «ألان» أن تناول الأغذية المضادة للاتهاب قد تكون قادرة على تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، والوقاية من الأمراض الخبيثة. علامات وأعراض سرطان الرئة

• السعال المستمر

• سعال دموي

• ضيق في التنفس

• ألم في الصدر

• الصفير

• بحة في الصوت

• فقدان الوزن بدون سبب

• آلام في العظام

• صداع