إدارات محترفة ربما ستكون هي المنقذ شبه الوحيد للأندية المصنفة لدينا بالأندية الكبيرة اسمًا وتاريخًا، وأعني كلمة محترفة ليس بالتفرغ فقط بل بغض النظر عن الميول، راودتني فكرة الإدارات المحترفة في عقلي وأغلقت عليها منذ سنوات، وعلى الرغم من أنني لا أصنف جبانة في آرائي ولكن تخوّفت من طرح هذا الرأي الذي يعد لدى بعض الجماهير جنونًا، ورغم أن مقولة «امشي جنب الحيط» لا تمثل شخصيتي إلا أنني اتبعتها في هذا الرأي.

لماذا فكرت في ذلك منذ أكثر من 8 سنوات؟ ولن أبحث عن قصص وأسردها مع مقالي لأثبت صحة قناعاتي، ولكن سأسرد قناعاتي من واقع عشته في عملي مع اختلاف التشبيه لحدٍ ما، عندما بدأت في الصحافة اضطررت للعمل مع كل الأندية تقريبًا، وجدتني أستمتع وأكثر أريحية في العمل، عكس التشنج الذي أشعر به عندما أعمل مادة صحافية عن النادي الذي أميل له، ودعمني النادي المنافس بل وكانوا أكثر تعاونًا، لم ألتفت لذلك وأكملت حتى وصلت لمنصب رئيس تحرير القناة الناقلة للدوري وقتها، وكان الطبيعي أنه لا يوجد في الوسط الرياضي من هو بلا ميول، ولكن عندما تصل لمكان معين ستبحث عن النجاح ولن تبحث عن أهوائك، وقتها آمنت أن الميول لا مكان له وقت العمل، فلا يوجد من يبحث عن وصمة سوداء في سجله العملي، وهكذا عندما يأتي رئيس أو مجلس إدارة محترف لن يكن للميول وقتها مكان.

عندها بدأت فكرة؛ لماذا يجب أن يكون رئيس النادي من نفس مدرج الفريق الذي يرأسه؟ لماذا لا يتم البحث عن إدارة تجيد العمل الاحترافي؟


عقليات إدارية ومالية وقانونية قادرة على انتشال الأندية المصنفة بـ «الكبيرة» من الدخول في ديون تقارب نصف المليار، لنخلع قميص المشجع، ونرى الأمور بشكلها الصحيح، دولتنا منطلقة بسرعة الصاروخ بقيادة عظيمة، سهلت وسخّرت كل الإمكانيات من أجل أن تصبح رياضتنا ككل وكرة القدم متقدمة كما هي دولتنا، لذلك نظارة الميول يجب أن تترك بعيدًا، ونرى كل ناد ماذا يحتاج لنعمل بشكل مؤسساتي أفضل من العمل بمنطق «وش تشجع». اليوم أنا لا يهمني من سيقود فريقي للحصول على كأس آسيا والحصول على مراكز متقدمة في كأس العالم مثلًا، ما سيهمني أن فريقي حصل على ذلك فعلًا.