أبدأ من حيث انتهى الآخرون، حيث فجر حديث مشرف المدربين في فريق أوكسير الفرنسي دي جو الأوضاع هنا في المملكة، عندما أكد أن سامي الجابر سيعمل متطوعاً دون مقابل ضمن الجهاز الفني للنادي الفرنسي، مؤكداً أن الجابر هو من عرض خدماته على النادي بغرض الاستفادة الفنية.

هذان السطران أو الثلاثة فجرت الأوضاع بين مدافع عن اللاعب وشامت، ووصل الأمر أن عنون البعض على الموضوع بـ"فضيحة الجابر".

عندما نُحكم المنطق، يجب أن نرفع القبعة احتراماً للجابر لأنه الرياضي السعودي الوحيد على مستوى اللاعبين المعتزلين بالتحديد الذي يضع أمامه هدفا ويسعى للوصول إليه.

كان على الجميع أن يدعم الجابر في هذه الخطوة الجريئة، وإذا ثبت أنه عرض نفسه للعمل في الفريق الفرنسي متطوعاً ودون مقابل فأنا أعتبره من منظوري الخاص قمة النجاح ويجب أن يستفيد منه الجيل الجديد.

الجابر باختصار شديد رغم اختلاف كثيرين معه وعدم محبتهم له، نجح مع ناديه ونجح مع المنتخب، أما عمله كمشرف على كرة القدم في ناديه الهلال فإني أعتقد أن تحقيق 13 بطولة من أصل 20 أشرف فيها على الفريق هي النتاج الحقيقي للعمل الناجح.

مشكلة الجابر أنه يشق طريقه بمفرده بعيداً عن أقرانه من اللاعبين فهو متحدث لبق وذكي إضافة إلى أنه يجيد أكثر من لغة، وفوق ذلك فكره واضح وناضج ولديه طموح وهدف يريد أن يحققه. وهذا أعتقد ما يفتقده معظم اللاعبين وهولاء مناصبهم معروفة بعد الاعتزال يعمل في مكتب فلان لأنه كان ينقل له الأخبار وهو لاعب أو مدرب ناشئين لا يوجد لديه ما يقدمه أو إداري ورقة وقلم وغياب أو محلل لا يفقه شيئا.

ختاما الحكم على النتائج والعمل بعيداً عن الأشخاص هو النقطة التي تفصل بين العمل الاحترافي والجهل في رياضتنا السعودية.