يروي أحد الكتّاب الفارين من بلدهم قصته في المدينة الفاضلة التي استقبلتهم الدنمرك فيها حيث تم تأسيس منظمة عالمية لاستضافة الأدباء والفنانين الهاربين بسبب حرية الرأي والتعبير في أنحاء العالم بعد أزمة الرسوم المسيئة للإسلام في الدنمرك وأنحاء أوروبا حيث ينتظر حوالي 700 أديب وفنان قبول طلبات استضافتهم في هذه المدن وفي الدنمرك أربع مدن أعلنت عن استعدادها لاستضافتهم لمدة عامين.

الكاتب "تينداي تاجاريريا" من زمبابوي ينتقد وضعه الاجتماعي والأمني في الدنمرك حيث قضى العامين في إحدى مدنها وقال: إنه من المستحيل العودة إلى بلدي بعد هروبي منها وعندما انتهت مدة استضافتي في الدنمرك كدت أصاب بالجنون من وضعي الحالي، لجأت إلى أحد معسكرات اللجوء لأطلب اللجوء السياسي ففوجئت بحراس مدججين بالسلاح يقفون على باب المعسكر وداخله وعلمت منهم أنه لا يمكنني السفر إذا دخلت المعسكر حتى تنتهي دراسة قضيتي لدى وزارة الهجرة وقد يطول الأمر أعواما لذلك عدت إلى بيتي السجن الحر وألغيت فكرة اللجوء في الدنمرك التي تذكرني بمعسكرات الاعتقال في بلدي.

يقول تاجاريريا إن الأسلوب المتبع في معاملة الأدباء الفارين أسلوب استغلالي في الدنمرك، والمسؤولون لا يفكرون بوضعنا الاجتماعي والأمني إنهم يستغلوننا باسم حرية الرأي والتعبير بينما نسمع في أنحاء متفرقة أن بعض الزعماء والقادة الديكتاتوريين يحصلون على اللجوء السياسي في الدول الأوروبية .ويعتقد تاجاريريا أنه وزملاءه أصبحوا شبه مخطوفين محجوزين في السجن الدنمركي . وشاركه الرأي زميله الكاتب الجزائري "نوفل بوزيبودجا" الذي قال : يجب أن يكون هناك حل لمشكلتنا، لأنه في النرويج يمكننا أن نحصل على اللجوء السياسي حال وجودنا في المدن الحرة ولكننا نمنع من السفر إلى النرويج.بينما رفض "هيلجا لوندي" المسؤول عن الأدباء الفارين في الدنمرك الانتقادات ومنحهم حق اللجوء السياسي الذي سوف يدفعهم إلى إجراءات قانونية جديدة وقال: إن مهمته مساعدة الأدباء لمدة سنتين في الدنمرك وإيجاد مدينة ثانية لهم بعد انتهاء الفترة المحددة ولكن ليس هناك أي ضمان.