نعى الباكستانيون بحزن بالغ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، معتبرين غيابه خسارة كبيرة لباكستان والأمة الإسلامية. مستذكرين بصورة خاصة اهتمامه بالفقراء والمساكين والأيتام والأرامل من خلال مشاريعه الخيرية واسعة النطاق في كافة ربوع باكستان. لا سيما نجدة منكوبي الكوارث الطبيعية مثل زلزال باكستان سنة 2005، ومنكوبي فيضانات 2010 و2011، وإعادة بناء البنية التحتية للمناطق المنكوبة، وإعادة تأهيل العجزة وتقديم الخدمات الطبية للمصابين ورعايته للمسنين والأطفال والنازحين عن ديارهم.
وذكر رئيس وكالة إغاثة منكوبي الكوارث الطبيعية اللواء نديم أحمد أن الراحل الكبير ساهم بصورة كبيرة في عمليات الإغاثة وبحماس منقطع النظير، منوهاً بمواقفه الإنسانية في مكافحة الفقر والمجاعة ومساعدة المرضى وتعليم الفقراء وهي أمور جعلته شخصية محببة للجميع. وأضاف "لذلك تلقى الناس نبا وفاته بصدمة كبيرة".
كما نعاه رئيس مؤسسة "أيدي الخيرية" مولانا عبد الستار أيدي، وقال "كان الأمير سلطان نموذجا لنا في اهتماماته بالفقراء والمعوزين وكان تعلقه بالعمل الإغاثي تشجيعا كبيرا لنا ولكافة المنظمات الخيرية المحلية والأجنبية لما اتسمت أعماله من شفافية وسرعة في التنفيذ ما جعله شخصية محبوبة في كافة أنحاء باكستان". وأكد أيدي أن المشمولين بالأعمال الخيرية سيفتقدونه لاسيما وأن تعلقه بعمل الإغاثة ومساعدة الفقراء كان طبيعيا وناتجا عن قناعة شخصية قلما تتوفر ما بين الناس لاسيما الأثرياء منهم.
من جانبه، ذكر العلامة بحر هزاروي أنه وجد شخصيا من خلال اتصالاته مع مختلف المدارس الدينية والفكرية أن الأمير سلطان كان حاضرا بكل جلساتهم كلما دار الحديث عن عمليات الإغاثة لاسيما حينما واجهت باكستان منذ سنة 2005 كوارث طبيعية وانتشار الفقر بسبب الركود الاقتصادي.
وأضاف "عمل الأمير سلطان بهدوء بعيدا عن أجهزة الإعلام والدعاية فقد كان همه إرضاء الله سبحانه وتعالى وليس أن يكون تحت الأضواء".
وبدوره، أكد العلامة ساجد مير أن الأمير سلطان كان صديقا مخلصا لباكستان وحريصا على مساعدتها ليس إبّان الكوارث الطبيعية فحسب بل حتى عندما واجهت باكستان ضغوط دولية.
ويذكر رئيس المخابرات العسكرية السابق الجنرال حميد جول موقف الأمير سلطان عندما واجهت باكستان حظرا اقتصاديا بسبب تفجيراتها النووية الست في مايو 1998 بعد أن قامت الهند بتفجيرات مماثلة. فقد حرص على القيام بزيارة رسمية لباكستان أكد فيها للقيادة العسكرية أن المملكة لن تتخلى عن باكستان وأنها تعتبرها العمق الإستراتيجي للمملكة والخليج العربي ودولة إسلامية هامة. وساهمت زيارته في تغطية احتياجات باكستان من النفط عندما كانت باكستان عاجزة عن شراء هذا الوقود الإستراتيجي حتى بعد أن جمّدت الحكومة كافة أرصدة العملة الصعبة في البنوك الباكستانية.
وأضاف جول "لن ننسى مطلقا ذلك الموقف الشهم. فقد أثبت أن الصداقة بين باكستان والمملكة صداقة أبدية وليست مبنية على المصلحة إنما على مبادئ الشريعة الإسلامية. فماذا عساي أن أقول عن الأمير سلطان سوى أنه الفارس المنقذ فقد أنقذ باكستان من حالة إفلاس أكيد". ويستعرض رئيس وزراء باكستان السابق إبّان حكم الجنرال برويز مشرف، مير ظفر الله جمالي الأعمال الخيرية الواسعة للمغفور له في إقليم بلوشستان، الذي يعد واحدا من أكثر الأقاليم الباكستانية فقراً. بالقول إن الراحل الكبير كان صديقا للشعب الباكستاني بصورة عامة والبلوشي بصورة خاصة حيث شملت أعماله الخيرية مناطق فقيرة جدا في إقليم بلوشستان.