"ما يخالف".. كلمة كان يرددها دائماً صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، لكل من يطلب منه حاجة، حتى أصبح لها مدلول إيجابي لدى كل من اقترب من "سلطان الخير". وأدرك معاونوه أن طلبات المرضى "خط أحمر" لا يستطيع أحد الاقتراب منه بالرفض أو الرد. ويتذكر المترجم الخاص أحمد الفراج، مدير مكتب الدراسات في السكرتارية الخاصة بمكتب الأمير سلطان، وعيناه تدمعان، مواقف الفقيد، ويقول: "كان - رحمه الله - يغضب غضبا شديدا إذا ردت معاملة مواطن يطلب علاجا".
أوضح المترجم الخاص، مدير مكتب الدراسات في السكرتارية الخاصة بمكتب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدكتور أحمد الفراج، أن الفقيد ـ رحمه الله ـ كان يغضب غضبا شديدا إذا ردت معاملة مواطن يطلب العلاج، ويعتبر ذلك خطا أحمر.
وأكد في حديث خص به "الوطن" أن الأمير سلطان كان يؤكد على جميع الموظفين بعدم رفض معاملة أي مواطن يطلب العلاج سواء داخل المملكة أو خارجها، مشددا على قبول جميع المعاملات.
وأشار إلى أنه لمس خلال مسيرة عمله بمرافقة الفقيد ـ رحمه الله ـ عطفه على الضعفاء، مؤكدا أنه رجل من طراز نادر، مبينا أن أعماله الإنسانية وشخصيته أثرت على دوره كأحد أعمدة الوطن من الناحية السياسية والعسكرية.
وأكد أن الراحل كان يكن احتراما وتقديرا لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث كان يحرص دائما على توديع الملك في كافة الزيارات ومرافقته إلى سيارته.
وعن شعوره لحظة تلقيه نبأ وفاة الأمير سلطان، يشير إلى أنه أحس منذ يوم الجمعة بضيق في صدره لا يعلم سره، موضحا أن اللحظات الأولى لسماعه نبأ الوفاة لم تمر عليه من قبل، حيث شعر بأنه فقد رجلا لم يكن أميرا فحسب، بل كان أبا حنونا علمه الصبر والشجاعة والكرم من خلال مواقف عظيمة لا يعرفها الكثيرون.
وسرد موقفا من حياة الأمير سلطان كان له دور كبير في صقل مبدأ الكرم والحزم والشجاعة لديه ـ رحمه الله ـ، مشيرا إلى أنه حينما التحق بحلقات تعليم القرآن الكريم "الكتاب"، التي حرص والده الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ على إلحاقه بها، أحضر له شيخا عُرف بالشدة في التعامل مع الطلاب من أجل تعليمهم الصبر والشجاعة وحب العلم.
وأشار الفراج إلى رد الأمير سلطان دائما على من يطلب منه حاجة بكلمة "ما يخالف"، حتى أحبها من يخالطونه، وأصبحت مدلولا إيجابيا لدى الجميع، وليس لديه فرق في التعامل مع الأشخاص مهما كانت منازلهم.
ومن القصص الإنسانية الخفية التي لا يعرفها إلا المقربون له، أن سيدة اتصلت على قصر سموه في وقت متأخر تطلب التحدث شخصيا معه، وبعد إصرار منها أُخبر الأمير سلطان بهذه المكالمة فطلب أن يستقبلها.
وأضاف أنه استجاب لطلبها، فقالت في بداية حديثها إن طلبي عسير يا طويل العمر ولن أجد حلا له، وأخبرته بأنها لا تملك سكنا فوعدها خيرا، وفي نفس اللحظة التي أقفلت فيها سماعة الهاتف، وجه الأمير سلطان بأن يُشترى لها مسكن خلال 24 ساعة، وتحقيق ما أرادت.
وأشار إلى أن شابا يبلغ من العمر 17 عاما طلب من الأمير سلطان أن يعالجه، حيث كان تحت أجهزة التنفس الاصطناعية، فتكفل ـ رحمه الله ـ بعلاجه على نفقته الخاصة، وبعد مرور عام عاد الشاب، وقابل الأمير سلطان بعد أن استرد عافيته، فأجزل له العطاء بشراء مسكن له.