أفاد مصدر مسؤول في السفارة الأميركية في واشنطن اليوم (الإثنين 2011/10/24) أن السفير روبرت فورد غادر سورية لمدة "غير محدودة" لأسباب أمنية وتهديدات جدية.

وذكر المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي أن فورد "غادر البلاد لمدة غير محدودة"، مشيرا إلى أن "واشنطن اتخذت هذا القرار لأسباب تتعلق بسلامته الخاصة".

وكشف المسؤول أن "واشنطن قررت إعطاءه إجازة غير محدودة نظرا لاطلاعها على تقارير تتناول شخصه".

وقد أغضب السفير الأميركي في دمشق السلطات السورية لأنه زار مرارا مدنا شملتها حركة الاحتجاج وأعمال القمع والتقى فيها متظاهرين. واتهمته بتأجيج العنف في البلاد.

وفي السادس من سبتمبر، هاجم فورد النظام السوري بشدة في بيان نشره على موقع فيسبوك، منددا بالذرائع التي تسوقها السلطات السورية لقمع المتظاهرين.

وتجمع في نهاية سبتمبر موالون للرئيس بشار الأسد أمام مكتب معارض سوري كان يزوره السفير الأميركي في دمشق وألقوا الطماطم والبيض على سيارات السفارة الأميركية.

وغداة ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان السفير السوري لدى الأمم المتحدة عماد مصطفى استدعي إلى مقر وزارة الخارجية حيث تلقى "توبيخا" على خلفية هذا الحادث.

وكان البيت الأبيض دعا في 8 أكتوبر الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي فورا محذرا من أنه يتجه بالبلاد نحو "منحى خطير جدا".

كما انتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كلا من روسيا والصين لاستخدامهما حق النقض ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين النظام السوري لقمعها المحتجين، معتبرة أن الشعب السوري "لن ينسى ذلك".

ووعدت الخارجية الأميركية أن إدارة باراك أوباما ستبقي الضغط على النظام السوري، غداة إخفاق مجلس الأمن في إصدار قرار يدين القمع في سورية.

وأكد مجلس الشيوخ الأميركي بداية أكتوبر الجاري تعيين روبرت فورد سفيرا في سورية، وذلك في غمرة حركة احتجاجية غير مسبوقة على نظام الرئيس بشار الأسد.

وكان الرئيس باراك أوباما الذي عرض اسم فورد على مجلس الشيوخ في فبراير 2010، أفاد من عطلة المجلس في ديسمبر الفائت للالتفاف على معارضة الجمهوريين وأصدر مرسوما بتعيين فورد في 29 من الشهر المذكور.

ووصل فورد دمشق في 16 يناير لتسلم مهامه.