ويبرر كثيرون ممن يرفعون هذا الشعار خلال الشهر الفضيل أن إفطارهم وسط العائلة الضيقة التي تضم الوالدين والزوجة والأطفال وأحيانًا الأخوة يشعرهم بالأريحية ويبعدهم عن الرسميات التي كثيرًا ما تفرضها تلبية الدعوات حيث يحلون ضيوفًا على الآخرين مع كل ما يفرضه هذا من رسميات ومن قيود.
لا عازم ولا معزوم
يعتقد المحلل الاقتصادي نايف الحربي أن مقولة «لا تعزمني ولا أعزمك في رمضان» باتت معتادة ويكثر سماعها في الشهر الفضيل في الآونة الأخيرة، بل وباتت مقبولة كذلك.
وأضاف «شخصيًا أرفض الدعوة أو «العزيمة» خلال الشهر الفضيل، فلا أحب الخروج من المنزل في أوقات الإفطار، بل أفضل الاسترخاء ولقاء العائلة ومشاهدة القنوات والحديث مع الأبناء والبنات ولمّة الأسرة، وأعتقد أنه يكفينا ولائم ودعوات و«عزائم» طيلة 11 شهرًا، فلنترك الشهر الفضيل لاجتماع الأسرة».
إجبار تفرضه العادات
يشير طلال علي الكستبان إلى أنه حين كان يقطن خارج منطقته لم يكن يرغب في أن «يعزِم أو يُعزم»، فقد كان معظم من حولي من الجيران أناس من مناطق مختلفة، وبالطبع تختلف فيما بيننا العادات والطباع وحتى أنواع الطعام على الإفطار، وحين كنت ألبي دعوة أي منهم كان ينتابني الإحساس بالحرج وأحيانًا لا تناسبني الأطباق المقدمة، على عكس الحال حين أكون مع أسرتي حيث نكون على سجيتنا نتبادل الأحاديث والضحك والمزاح، وأتلذذ بما شئت وأنتهي متى شئت. ويضيف «حين عدت إلى منطقتي بين أهلي وأقاربي اختلف الوضع تمامًا، وصرت أحرص على أن «أعزِم وأُعزم» لكن فقط على نطاق إخوتي وأبناء عمومتي، فيما ما زلت لا أفضل ذلك مع الآخرين».
راحتي بين أطفالي
يقول فهد علي آل نعمان «لا أجمل من أن تتناول وجبة الإفطار وسط أسرتك وترى أبناءك حولك، ولذا لا أحب أن أغادر أبنائي أو تلقي أي «عزيمة» لا من قريب ولا من بعيد خلال الشهر الفضيل، كما أنني لا أفضل أن أثقل على أحد».
وتابع «أجد راحتي في كل شيء وسط حديث صغاري وصخبهم ولهوهم وتبادلهم الأطباق، كما أن زوجتي تعرف ما نفضله على الإفطار لذا فهي تعد لنا أطباقنا المفضلة وهذا مريح لنا جميعًا ولا يمكن أن توفره الولائم و«العزائم».
تواصل وتراحم
يذهب رائد محمد آل معلاق وسامي عبدالكريم مهدي في اتجاه آخر، ويرفضان مقولة «لا تعزمني ولا أعزمك»، ويقولان «شهر رمضان شهر خير ومودة ومحبة وتقارب وتواصل وتراحم، ونحن من الذين نحب أن نتناول وجبة الإفطار ما بين المنزل وبين أفراد الأسرة، لكننا كذلك نحب الإفطار أحيانًا كثيرة لدى الأقارب والأصدقاء، فنحن ندعوهم وهم يدعوننا، ومن يحرص على دعوتك ويلح في ذلك فإنه يفعل ذلك محبة بك، ومودة بك، وحين تفعل العكس وتدعوه بدورك فإنك تعبر له بهذا الحرص على محبتك له وحرصك على مشاركته لك في إفطارك».
ويضيفان «يحثنا ديننا على التواصل والتآلف والتراحم، وهذا في كل وقت، وليس في رمضان وحسب».
مبررات أخرى
يرى فهد هادي أن مقولة «لا تعزمني ولا أعزمك» باتت منتشرة ويناصرها كثيرون، ليس فقط
لحرصهم على البقاء قريبًا من الأسرة فقط، بل هناك كثيرون أيضا اعتادوا على أشياء بعينها يفعولونها في منازلهم عقب الإفطار وقد يتحرجون منها أو لا تتيسر لهم لدى الآخرين مثل «الشيشة» عقب الإفطار، أو غيرها، ولهذا فهم يرفضون «العزائم» حتى لا يضطرون إلى تغيير ما اعتادوا عليه».
لا أحب التكلف
يجزم محمد سمحان آل منصور أنه ممن لا يرغبون بأن «يعزِم ولا يُعزم في رمضان» وقال «الأمر بمجمله يعود إلى أنني لا أحب أن أكلف أحدًا، أو أن أجعله يرهق نفسه، كما لا أحب أحيانًا التبذير الذي يفعله بعضهم حيث يعدون سفرة إفطار قد تكفي 20 إلى 30 شخصًا والمدعوون 4 أو 5 أشخاص ينتهون من تناول إفطارهم والسفرة كأنها كما هي، وهذا حول تلبية «العزيمة» إلى مشاركة في التبذير»، متمنيًا أن تكون سفر الإفطار في الدعزات و«العزائم» من الحاصل والموجود بعيدًا عن التكلف أو الرياء.
أنصار لا تعزمني ولا أعزمك
ـ الإفطار مع الأسرة أكثر راحة
ـ «العزيمة» قد تشهد بعض المبالغة والتبذير أحيانًا
ـ قد تختلف العادات بين الداعي والمدعو فيما يتعلق بالإفطار
ـ ربما تكون بعض الأطباق في الوليمة غير مناسبة
ـ البعض لديه طقوسه الخاصة بعد الإفطار وهذه لا تتوفر في «العزيمة»
معارضو لا تعزمني ولا أعزمك
ـ الشهر الفضيل مناسبة للتواصل والمودة
ـ من يدعوك فإنه يعبر بذلك عن محبته ومودته لك
ـ ديننا يحثنا على التقارب والتواصل والتراحم