بعد مضي ستة أشهر من أحداث الربيع العربي في الشرق الأوسط، أعد مجموعة من الباحثين والمفكرين في الدنمرك كتابا جاءت فيه بعض توقعاتهم لما سيحدث في الدول التي انتشرت فيها الثورات البيضاء والحمراء على حد سواء، مطابقة للواقع ومنها مخالفة له.
وركز الباحثون على مصر أكثر من غيرها وتفاوتت توقعاتهم حولها، فمنهم من ذهب إلى حرب أهلية بين المسلمين والمسيحيين، ومنهم من قلل من نشوبها، واحتمالات أخرى كانقلابات عسكرية بعد تنحي مبارك. فيما ركز بعضهم على أحداث ليبيا أكثر، وتوقع أغلبهم سقوط القذافي أثناء القتال لأنه شخص عنيد ومصاب بداء العظمة التي سوف تجلب له الهزيمة لأنه لا يفكر بمنطق العقل ومنطق الشعوب الثائرة بل بمنطق التسلط والاستبداد الذي عاشه شعبه مرعوبا طيلة 42 عاما ولذلك ستكون نهايته حتمية على يد الثوار من شعبه.
وتنبأ كل من لارس إيرسلف أندرسن، وهيلينا هاجاج، وكليمنت كيرسجورد في كتاب نشرته دار ريسون بعنوان "الربيع العربي" بمقتله حين القبض عليه وعدم محاكمته لأنه كان متجبرا ولذلك لن يرحمه شعبه.
ينتقل بعض الباحثين إلى سورية، عارضين صورة عن استبداد النظام لشعب سورية طيلة 41 عاما وتفرده بالحكم على الأساس الطائفي، ويقرر بعضهم أن ما حدث في ليبيا ومصر وتونس واليمن لن يحدث في سورية؛ وذلك لقوة الجيش والمخابرات وخوف الشعب الذي لم ينس جيله القديم أحداث الثمانينات التي ذهب ضحيتها نحو 35 ألفا وهروب الآلاف.
بعض الكتّاب ركزوا على أحداث اليمن واعتبروها من أهم تلك الأحداث على الإطلاق لقربها من دول الخليج المستقرة والتي لم تشهد أحداثا مماثلة، قائلين إن اليمن خطر على أمن الخليج في حال نشوب حرب أهلية حيث يعيش غالبية كبيرة من الشعب اليمني في دول الخليج وسوف يتأثرون بما يجري في اليمن ولكن إصرار شعب اليمن على التظاهر السلمي وسياسة السعودية في احتواء الثورة البيضاء ووعودها للشعب اليمني بتحمل مسؤوليتها كجارة كبرى لهم يرفع سقف التوقعات بحل الأزمة سلميا حسب آراء بعض المفكرين.
الكتاب حين يبتعد قليلا عن الربيع العربي يتنبأ بأحداث مريعة في إسرائيل الجارة العدوة للعرب حيث سيتأثر شعبها الذي يعتقد بأنه مهضوم الحقوق ومن محبي السلام بما يجري في الشارع العربي وخطورته على أمن إسرائيل وخاصة في حال تسلم قوى معينة للسلطة في بعض هذه الدول العربية وخاصة مصر التي لم تتضح معالم سياستها بعد نجاح ثورتها، إلى جانب خوف إسرائيل الدائم من سورية وحزب الله وحماس الذين يقفون على خط واحد ضدها.
الكتاب شدد أيضا على العراق التي ما زالت تعاني من ضعف الديموقراطية وتسلط الطوائف على البرلمان بعيدا عن مبادئها.