تختزن الذاكرة مواقف مؤثرة للفقيد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. تحمل ملامح المحبة والعطف التي يحملها لأبناء شعبه.

أهالي عسير مازالوا يتذكرون كلمات الفقيد وهو يهم بتوديعهم في إحدى زياراته لهم، حين قال لهم "أنا لا أحب التوديع، أنا أحب الاستقبال"، مطالباً إياهم بعدم مصاحبته للمطار والاكتفاء بتوديعه بالقصر، خوفاً عليهم من برودة الطقس آنذاك.

كان موقفا إنسانيا غير مستغرب من الأمير الإنسان سلطان بن عبدالعزيز، الذي مازال أهالي منطقة عسير يتذكرونه خلال زياته - رحمه الله - لمنطقة عسير في الخامس من رجب 1428 عندما طلب منهم عدم توديعه في المطار بسبب برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة، شفقة وعطفا عليهم، وخوفاً من أن يصابوا بأي أذى نظرا لشدة برودة الطقس وقتها.

الموقف الذي سجله الراحل سلطان بن عبدالعزيز لا يزال عالقا في أذهان أهالي عسير، إلى جانب مواقفه العديدة التي لا يمكن أن تنسى، والمتمثلة في محبته وتسامحه وعطفه وإنسانيته.

في تلك الليله الباردة، وبعد مأدبة العشاء التي أقامها سموه تكريما لأمير منطقة عسير ومسؤولي ومنسوبي القطاعات العسكرية ومشايخ وأهالي عسير في قصره بالفرعاء، طلب - رحمه الله - من الأهالي أن يقتصر وداعهم له بقصره في الفرعاء بدلا من التوجه مرة أخرى إلى المطار لتوديعه، وقال سموه "أنا أرى أن أودعكم هنا في القصر لأني حانكم من الذهاب إلى المطار لتوديعي ولا أقصد في ذلك إلا راحتكم كون الجو باردا ونحن قلوبنا مع بعض وأنفسنا مع بعض".

وأضاف سموه بابتسامته المعهودة التي لاتفارق محياه" أنا لا أحب التوديع، أنا أحب الاستقبال"، في الوقت الذي قابله أهالي عسير الحاضرون في المجلس بالتحية وبموجة من التصفيق الحار لموقف سموه الإنساني النبيل الذي يدل على طيبته وعطفه وحنانه ومدى التلاحم الكبير بين القيادة بالشعب، ويعكس مدى الترابط والعلاقة، وفي صورة من أجمل صور المحبة والتآخي التي يكرسها سلطان الخير في جولاته للمناطق.