يتسابق كثير من مشاهير السوشيال ميديا والأفراد، وحتى عدد من المتاجر الإلكترونية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأصحاب المساحات في تويتر، وعدد من الخيام الرمضانية خلال هذا الشهر الفضيل، إلى الإعلان عن مسابقات متنوعة، ترصد لها جوائز مالية وعينية ويتم الترويج لها بكثرة، وتصل أعدادها إلى المئات، وتوضع شروط للمشاركة فيها، أهمها متابعة الحسابات المعلنة وحسابات أخرى، يتم تحديد معرفاتها كونها داعمة للمسابقة، وكذلك إعادة التغريدات ونشرها والترويج لها.

وترمي تلك المسابقات إلى زيادة المتابعين وعدد المشاهدات، ويحرض مطلقيها على السعي إلى الشهرة والترويج للمبيعات.

وفي وقت تعمد بعض تلك المسابقات إلى تقديم الجوائز والهدايا المعلن عنها، تجنح أخرى إلى استغلال الأمر بنوع من الإيهام والخداع، مستغلة غياب الرقابة الصارمة، وانفلات أمر الإعلان عنها دون الحصول على موافقات رسمية بشأنها من الجهات المعنية.


وحذر كثير من المتابعين من انفلات سوق تلك المسابقات، وعدم مراعاة مطلقيها ومنظميها للضوابط الموضوعة، لضبط إجراء المسابقات التجارية.

21 قرار

يؤكد المستشار القانوني، المحامي مانع مصلح آل غفينة، أن «وزير التجارة بما له من صلاحيات، وبناء على مقتضيات المصلحة العامة، أصدر 21 بندا تضبط إجراء مسابقات تجارية» ومنها:

أولاً: التقيد بالقواعد.

ثانياً: أن يكون لدى المنشأة سجل تجاري ساري المفعول.

ثالثاً: يُقدم طلب التصريح لإجراء المسابقة إلى الغرفة التجارية الصناعية المختصة.

رابعاً: يجب أن يشمل الطلب 9 بيانات.

خامساً: البيانات الواجب توضيحها بقسيمة المسابقة وهي 5 بيانات.

سادساً: تستوفي الغرفة التجارية الصناعية رسماً قدره «250» ريالاً عن كل طلب.

سابعاً: يحق لكل صاحب منشأة الحصول على ترخيص بإقامة المسابقة مرتيْن في السنة.

ثامناً: يصدر التصريح بعد التأكد من اكتمال الشروط.

تاسعاً: يجب ألا تشترط المسابقة شراء سلعة معينة.

عاشراً: يجب عدم زيادة الثمن السائد للسلعة أو الخدمة موضوع المسابقة.

الحادي عشر: لا يحق للمتسابق الدخول في المسابقة لأكثر من مرة واحدة.

الثاني عشر: لا يجوز لمن صدر له الترخيص ولا لأبنائه وموظفيه الدخول في المسابقة.

الثالث عشر: لا يجوز أن تتضمن أسئلة المسابقة ما يخل بمبادئ الشريعة الإسلامية.

الرابع عشر: في حالة تخصيص جوائز المسابقة في صورة تذاكر سفر، يجب ألا تكون خارج المملكة.

الخامس عشر: تشكل لجنة ثلاثية لفرز نتائج المسابقة.

السادس عشر: تُعلَن أسماء الفائزين في إحدى الجرائد اليومية.

السابع عشر: تقوم لجنة الفرز بإعداد محضر بأسماء الفائزين.

الثامن عشر: تقوم الغرفة المختصة بتزويد وزارة التجارة ببيان عن التصاريح الصادرة للمسابقات.

التاسع عشر: تقوم الغرفة بجولات رقابية.

العشرون: تعد مخالفة الشروط من مخالفات نظام مكافحة الغش.

الحادى والعشرون: يبلغ هذا القرار لمن يُلزم بتنفيذه.

استنزاف الجيوب

يرى الناشط في المجال الاجتماعي حسين محمد القفيلي، أن «المسابقات الرمضانية هي فكرة ناجحة للبحث وتنشيط الذاكرة، كلما كانت صادقة في أهدافها وفي إعدادها وفي جوائزها، وأما المسابقات التي تقام لأجل استنزاف جيوب المشاركين وجوائزها، فهي لا تحظى بمصداقية، ولا تحظى بقوة الدعاية التي سبقتها، وهدفها دائما الشهرة والربح المادي السريع، بعيدا عن الهدف السامي المفترض لها، كما أن بعض المسابقات تشترط شروطا، منها الرتويت والمتابعة، والبعض قد لا يملك هذه الوسيلة من وسائل السوشيال ميديا، أو قد يملكها لكن باسم مستعار أو بعدد متابعين قليل جدا، قد لا يضفي لصاحب المسابقة شيئا».

مسابقات فردية

يشير الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي أحمد علي الزهراني، إلى أن المسابقات الرمضانية تقدم عبر القنوات التلفزيونية والراديو منذ عقود مضت، ولها تقاليدها، لكن الجديد هو أن نشاهد مشاهير السوشيال ميديا يطلقونها عبر حساباتهم الشخصية، ويعلنون أنهم يقدمون مبالغ طائلة، وجوائز من ذهب وسيارات، ولكن هل ما نشاهده أو نسمع عنه حقيقي؟، وهل تصل تلك الجوائز المعلن عنها فعلا إلى الفائزين؟، وهل تعد تلك المسابقات قانونية ويجيزها النظام، لأننا لا نعلم كيف تتم عملية الدفع، أو من أين أتت تلك الأموال الطائلة، التي يعلن أنها رصدت للجوائز.

آلية واضحة

طالب الزهراني بتقنين تلك المسابقات، وأن تكون لها آلية واضحة ورسمية، حتى يعرف مصدر أموالها، وحتى لا تكون هناك شبهات تتعلق بها، وحتى لا يقع المتابعون والمشاركون فيها ضحية للنصب والاحتيال.

أهداف دنيوية

يشدد محمد الثبيتي وهو مدير لإحدى المساحات، على أنهم هو ومن معه في الإعداد والدعم، يحرصون من خلال مساحتهم على إعداد مسابقة رمضانية يومية، يحتسبون فيها الأجر من عند الله سبحانه وتعالى، ولذا يحرصون على أن تكون جوائزها، عبارة عن التبرع على نية الفائزين ووالديهم، بسقيا ماء وتوزيع مصاحف بالحرم المكي وعدد من المساجد، وكذلك إعداد سُفرات رمضانية للصائمين.

وقال «من خلال المسابقة يستفيد الجميع، من خلال تثقيفهم بمعلومات دينية ورياضية واجتماعية، هذا فيما يخص مساحتنا ومسابقتها، أما فيما يخص المسابقات الأخرى، وهي كما شاهدت وسمعت بالمئات، ولا نعلم صدق أصحابها من عدمه، ولكن ذكر لي كثيرون أن أهدافها للأسف، تتجلى فقط في زيادة المتابعين، والبحث عن الشهرة ودعم الحسابات، ومعظمها مسابقات وهمية وجوائزها وهمية، ولا تصل إلى المتسابقين الفائزين، أي بمعنى آخر يتم استغلال هذا الشهر الفضيل لتحقيق أهداف دنيوية بحتة».