تتعدد مكارم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز في المغرب لتشمل كافة النواحي الإنسانية والاجتماعية والثقافية، فقد دأب خلال زياراته للمغرب على التبرع وإقامة مشاريع وأوقاف خيرية أغلبها غير معلن. وداوم الأمير سلطان على تقديم مبادرات العون والمساعدة لتخفيف معاناة الآخرين وإسعادهم خارج المملكة كما في داخلها، فهوأمام الخير لا يفرق بين قريب وبعيد، همه الوحيد السعي الدائم لتقديم الأعمال الخيرية والإنسانية ودعم ومساندة الفقراء والمرضى.

ووفقا لمصدر بالملحقية العسكرية للمملكة في الرباط، فقد كان الأمير سلطان يصدر توجيهاته في كل زيارة لتستمر عجلة العمل الإنساني في الدوران، وكانت الأيادي البيضاء لسلطان الخير تطال جميع الميادين وتغطي جميع المناطق وأغلبها أعمال تتم في الخفاء. وتتعدد تلك الأعمال ما بين رعاية بيوت الله وعمارتها وحفر الآبار ومساعدة الجمعيات الخيرية وتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية وصولا إلى تقديم الدعم المادي والهبات للمحتاجين.

وأولى الأمير سلطان عنايته الخاصة للمرضى في المغرب بدعم المستشفيات والمراكز الطبية وتقديم الدعم لمن يحتاج إلى العلاج أوالتأهيل الصحي. وتتويجا لما كان يقوم به من أعمال بر وإحسان واهتمامه بالمرضى، فقد تبرع ببناء مركز لعلاج الأمراض السرطانية بمدينة أغادير. وليس غريبا على شخص مثله حريص على هذا النهج الخيري وعلى أداء واجبه تجاه أشقائه في كل مكان. ومن خلال هذا المركز فقد تمت مساعدة الكثيرين ممن كانوا يعانيون من هذا المرض. ويقدم المركز الذي افتتح في 7 نوفمبر 2006، العلاج لمرضى السرطان في جميع أنحاء المغرب ولاسيما بالأقاليم الجنوبية حيث الامكانيات الطبية محدودة. ويحرص المركز على تقديم خدمة جليلة لأبناء المناطق الجنوبية في المغرب ويوفرعليهم عناء التنقل إلى الشمال للوصول إلى المراكز المتخصصة وهو المطلب الذي ظلت الجمعيات المهتمة بمرضى السرطان تطالب به وتلح على ضرورة توفير مراكز ومستشفيات رعاية مرضى السرطان في الأماكن الأكثراحتياجا بالمغرب مثل المنطقة الجنوبية. وقد وفر هذا المركز الذي يعد الأول من نوعه في هذه المنطقة على مرضى السرطان عناء التنقل إلى مراكز أخرى وخفف من معاناتهم جراء تأخرهم في تلقي العلاج، ويواصل المركز دوره بنجاح ويقدم خدمات متكاملة للآلاف من المرضى بالتنسيق مع عدد من المراكز المتخصصة في المغرب خصوصا في مدن مراكش والرباط والدار البيضاء. ويمثل المركز الذي تكلف بناؤه وتجهيزه 50 مليون درهم مغربي صرحاً طبياً فريداً يضاهي مراكز عالمية مماثلة.

وامتدت أعمال الأمير سلطان الإنسانية لتلمس أهم ضرورات الحياة، حيث تبرع لمشاريع حفرالآبار في قرى وأرياف بالمغرب كنوع من المساعدة في توطين سكان البادية وتشجيعهم على الزراعة. كما امتد الدعم السخي للمؤسسات الثقافية والتعليمية وعلى رأسها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الأيسيسكو" التي يوجد مقرها الرئيس في العاصمة الرباط. وتقدم مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية دعما ماليا متواصلا لهذه المنظمة بهدف دعم دورها الثقافي والتعليمي في تطوير قدرات ومدارك الأفراد والمجتمعات.

ولم تقتصر الجوانب النيرة من إنسانية الأمير سلطان على بني البشربل إنها امتدت إلى الحيوان والطير حيث أنشأ عام 1997 بمدينة انزكان القريبة من أغادير محمية عالمية لحماية البيئة الفطرية والحفاظ على أهم أنواع الطيور المهددة بالانقراض. وتعمل هذه المؤسسة الفريدة من نوعها والتي تحمل اسم "المؤسسة الدولية لحماية وتنمية البيئة في المغرب" على حماية طائر الحبارى من الانقراض عن طريق التزاوج طبيعا وصناعيا.