كلّما سمعتُ مقولة كأس العالم المصغرة، وهي التشبيه الملتصق ببطولة الأمم الأوروبية، أشعرُ بظلمٍ واستغرابٍ وإجحافٍ لكلا البطولتين.
الكلّ يعلمُ ما هي بطولة كأس العالم، وكيف يكون العرسُ الكروي العالمي حدثاً جاذباً لجميع البشر، بمختلف اهتماماتهم.
لكن إن تحدثنا عن بطولة القارة العجوز، فهذا أمرٌ مختلفٌ تماماً.. هذه البطولة تحملُ زخماً مميزاً، طابعاً فريداً، ويكفيها تفرّداً كونها القارة التي أنجبت هذه اللعبة العظيمة، كرة القدم، من رحمٍ تُسمّى إنجلترا.
روعة اليورو تكمنُ باختلاف المدارس الكروية وعراقتها، بين الكرة الشاملة الهولندية، التي ابتدعها مدرب القرن الماضي رينوس ميشيلز، وعظمة الأداء الألماني الذي استحق لقب منتخب الماكينات، مروراً بالدفاع الإيطالي المتجلي بأسلوب لعب الكاتناشيو، وانتهاءً بسطوةِ الإسبان وغموض الإنجليز.
بعيداً عن الكلام الإنشائي، والمدح والتبجيل اللذين لا تحتاجهما بطولةٌ بحجم اليورو ولا المنتخباتُ العريقة التي تشارك بها..فإن التنظيمُ المشترك بين دولتين أظهرَ نجاحاً لا بأس به في عدة تظاهراتٍ كروية كبرى، وخيرُ دليلٍ على ذلك نسختي 2000 (أول يورو يقام بين دولتين هما بلجيكا وهولندا) و2008 (النمسا وسويسرا)، لكن البطولة الحالية تخضع لحساباتٍ مختلفة، كون أوكرانيا – شريكة بولندا في هذا الحدث – تختلف تماماً عن سابقاتها لما تواجهه من أوضاعٍ غير مستقرة قد ترمي بظلالها على التنظيم ككل، لكن، استضافة جنوب أفريقيا لكأس العالم كافيةٌ للاقتناع بأن كل شيء قابلٌ للتغير.
"صوْصوْة"
- إيطاليا بدمٍ جديد، وبفضيحة جديدة، ستكون المرشّح غير المحتمل.
- الهولندي ديك أدفوكات مدرب روسيا يحمل المفاجآت فاستعدوا.
- إسبانيا على أعتاب دخول التاريخ، وهولندا لن تكسر النحس إلا بمعجزة!