أكد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي أمس، أن هناك حاجة ماسة للتمهيد والإعداد لإيجاد 85 مليون فرصة عمل جديدة تحتاجها المنطقة العربية.

وفيما دعا عبدالله الثاني إلى إيجاد "استراتيجيات" تلبي حاجة شعوب المنطقة العربية، حث رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الدول العربية على إعادة النظر في سياساتها الاقتصادية والاجتماعية.

وقال الملك عبدالله في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي يقام في منطقة الشونة على ضفاف البحر الميت إن "اجتماعاتكم تركز على مجال ينطوي على حاجة ملحة، وهو النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل. ومن الصعب أن تجدوا اهتماما لدى شعوبنا أكبر من اهتمامها بهذين المطلبين، خصوصا بين الشباب الذين يشكلون أغلبية سكان المنطقة".

وأضاف "أحداث هذا العام فتحت الطريق أمام التغير الإيجابي لكنها أدت في العديد من الأماكن إلى اختلالات اقتصادية مؤلمة".

وتابع "لذا هناك حاجة ماسة إلى استراتيجيات تغطي كافة جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية وصناعة السياسات والحياة الاجتماعية والقيم الثقافية"، مشيرا إلى أن "منطقتنا تقف اليوم أمام بوابات المستقبل".

وتحدث الملك عبدالله عن أربع بوابات أولها "الكرامة التي نعبر منها لتعزيز الاحترام الذي تستحقه شعوبنا وإلى حصولهم على حقوقهم بلا استثناء و"بوابة الفرص الاقتصادية التي يستحقها الملايين من أبناء شعوبنا وبوابة الديموقراطية ليس فقط كبنية سياسية ولكن كأسلوب حياة وبوابة السلام والعدل التي تفتح الباب للخروج من الأزمة الإقليمية.

ورأى أن "بوابات المستقبل العربي لا تغني واحدة عن الأخرى، إذ يجب أن نمر عبرها جميعا. فالكرامة والفرص والديموقراطية والسلام والعدل لا يمكن الفصل بينها، ولتحقيق التقدم في مجال واحد يجب علينا التقدم في جميع المجالات".

وقال إن "الإصلاح السياسي هو إصلاح اقتصادي في ذات الوقت. فلكي تتشجع الشركات على الاستثمار والتوسع بثقة، فإنها تحتاج إلى ميدان مستقر واضح المعالم وقابل للتنبؤ، وتحتاج إلى الشفافية ونظام مساءلة وسيادة القانون وأساس منيع ومستقر لحياة سياسية يشارك الجميع فيها".

من جانبه قال حمد آل ثاني في كلمته في المنتدى الاقتصادي "آن الأوان للدول العربية لإعادة النظر في السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة والبحث عن نموذج إنمائي جديد يتماشى مع تطلعات شعوبها".

وأضاف "ربما كان أكثر التحديات إلحاحا وضغطا على العالم العربي هو الإخفاق في خلق المزيد من فرص العمل لمواجهة مشكلة البطالة المتفاقمة في العالم العربي رغم تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة نسبيا".

ويشارك في المنتدى الذي يبحث في "النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل في العالم العربي" أكثر من ألف شخصية من أكثر من خمسين دولة، بينهم رؤساء دول وحكومات.

ويركز برنامج عمل المنتدى الذي يستمر يومين على أربعة محاور رئيسية تشمل "شروط الاستقرار ونمو الاقتصاد الكلي والتوظيف والتعليم وريادة الأعمال".

ويناقش خلال أعمال المنتدى مواضيع تشمل "إدارة الموارد والتنمية وتأثير وسائل الإعلام الاجتماعية والنهوض بالمرأة والشباب والعلاقات بين الولايات المتحدة والعرب".

ويشارك في المنتدى ملك إسبانيا الملك خوان كارلوس والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل.

ويعقد المنتدى للمرة السادسة في الأردن منذ 2003، وعقد آخر لقاء في مايو 2009.