بعد يوم من تعهد وفد إسرائيلي وفلسطيني في اجتماع في مصر، بوساطة مسؤولين مصريين وأردنيين وأمريكيين، باتخاذ خطوات لتهدئة التوترات التي تعصف بالمنطقة قبل شهر رمضان المبارك، وبينما كان المفاوضون يصدرون بيانًا مشتركًا، ألقى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش خطابًا في باريس قال فيه، إن فكرة الشعب الفلسطيني مصطنعة. ولا يوجد شيء اسمه أمة فلسطينية ولا يوجد تاريخ فلسطيني.

وقال في فرنسا لا توجد لغة فلسطينية. وتحدث في منبر مليء بما يبدو أنه خريطة لإسرائيل تشمل الضفة الغربية المحتلة وأجزاء من الأردن.

وردا على ذلك ذكر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن تصريحات سموتريتش «دليل قاطع على الفكر الصهيوني المتطرف والعنصري الذي يحكم أحزاب الحكومة الإسرائيلية الحالية».




تصريحات هجومية

ولسموتريتش، زعيم المستوطنين اليميني المتطرف الذي يعارض قيام دولة فلسطينية، تاريخ من التصريحات الهجومية ضد الفلسطينيين. ففي الشهر الماضي، دعا إلى «محو» بلدة حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية بعد أن اجتاح مستوطنون يهود متطرفون البلدة ردا على هجوم إطلاق نار أسفر عن مقتل إسرائيليين. واعتذر سموتريش في وقت لاحق بعد ضجة دولية.

وكانت ملاحظاته حول الفلسطينيين تذكرنا بتلك التي أدلت بها رئيسة الوزراء الإسرائيلية الراحلة غولدا مائير التي أثارت ضجة في عام 1969. وقالت لاحقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» إنها تعني أنه لم يكن هناك قط دولة فلسطينية. لكن النقاد يقولون إن التعليقات ما زالت تلوث إرثها.

تحديات صعبة

وأوضحت أعمال العنف الجديدة، إلى جانب تعليقات سموتريتش، التحديات الصعبة التي تقف في تهدئة التوترات بعد عام من العنف الدامي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وقتل أكثر من 200 فلسطيني بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقتل أكثر من 40 إسرائيليا أو أجنبيا في هجمات فلسطينية خلال تلك الفترة.

نقاط الاحتكاك

وتعد الفترة القادمة حساسة لأن أعدادًا كبيرة من والمسلمين واليهود يتدفقون في القدس، القلب العاطفي للنزاع ونقطة اشتعال للعنف، مما يزيد من نقاط الاحتكاك.

ومن المتوقع أيضًا أن يزور عدد كبير من اليهود موقعًا مقدسًا رئيسيًا في القدس، وهو عمل يعتبره الفلسطينيون استفزازًا.

وساعدت الاشتباكات في الموقع في عام 2021 على اندلاع حرب استمرت 11 يومًا بين إسرائيل وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة.

احتجاج الإصلاح

ويتزامن تصاعد التوتر مع الفلسطينيين مع مظاهرات حاشدة داخل إسرائيل ضد خطط نتنياهو لإصلاح النظام القضائي.

وقام معارضو الإجراء باحتجاجات تخريبية، وأثار الجدل الجيش في البلاد، حيث يرفض بعض جنود الاحتياط الحضور للخدمة. وقد رفض نتنياهو تسوية من قبل رئيس إسرائيل الصوري.

وخلال مكالمته مع نتنياهو، دعا بايدن إلى توخي الحذر، كما قال البيت الأبيض، «كصديق لإسرائيل على أمل التوصل إلى حل وسط».

فلسطين والاحتلال:

شكلت الاحتجاجات، إلى جانب تصاعد العنف مع الفلسطينيين، تحديًا كبيرًا للحكومة الجديدة.

هذا العام، قتل 85 فلسطينيا، وفقا لإحصاء من قبل وكالة أسوشيتد برس.

ارتفع عدد القتلى الإسرائيليين خلال نفس الفترة إلى 15 يوم الإثنين بعد أن أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل أور أشقر، 33 عامًا.

تقول إسرائيل إن معظم القتلى من الفلسطينيين من النشطاء. لكن قُتل شبان رشقوا الحجارة واحتجوا على التوغلات وأشخاص غير مشاركين في المواجهات.

احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط.

يسعى الفلسطينيون إلى تلك الأراضي من أجل دولتهم المستقلة في المستقبل.