وأشارت الهيئة إلى أن التجارب السعودية في الفضاء تستهدف القيام بالأبحاث البشرية وعلوم الخلايا، وعمل الأمطار الصناعية في الجاذبية الصغرى، موضحة أن تجربة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بقيادة الدكتور أشرف فرحات بتجربة عمل الأمطار الصناعية والتي سوف يتم من خلالها تكثف بخار الماء على العوالق الجوية وذرات الملح في الجاذبية الصغرى والذي يحاكي عملية البذر السحابي التي تستخدم في المملكة العربية السعودية والعديد من الدول لزيادة معدلات هطول الأمطار، وسوف تساعد التجربة العلماء والباحثين على ابتكار طرق جديدة لتوفير الظروف الملائمة للبشر - ومنها عمل الأمطار الصناعية - للعيش في مستعمرات فضائية على سطح القمر والمريخ. كما ستسهم التجربة في تحسين فهم الباحثين لتكنولوجيا الاستمطار مما سيسهم في زيادة معدلات الأمطار في العديد من الدول.
وأضافت أنه سيتم خلال الرحلة إجراء ست تجارب لشركة سديم للبحث والتطوير بقيادة الدكتور بدر شيرة، لمعرفة مدى التكيف البشري في رحلات الفضاء، وفهم تأثيرات التواجد في الفضاء على صحة الإنسان، وتحديد ما إذا كانت رحلات الفضاء آمنة للدماغ. وأوضحت هيئة الفضاء، أنه سيتم خلال في هذه التجارب اختبار وظائف الأعضاء والأجهزة الحيوية للإنسان في الجاذبية الصغرى، مثل قياس تدفق الدم إلى الدماغ، وتقييم الضغط داخل الجمجمة، والنشاط الكهربائي للدماغ، ومراقبة التغيرات في العصب البصري، مما يساعد في جعل الرحلات الفضائية أكثر أمانًا للإنسان في المستقبل.
كما ستتضمن التجارب أخذ عينات الدم والعينات البيولوجية لفحص المؤشرات الحيوية المرتبطة برحلات الفضاء، ورسم خريطة التغيرات في الطول والبنية والتخلق الوراثي للجينات. وأوضحت الهيئة السعودية للفضاء، أن تجارب علوم الخلية التي يقودها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وفريق العلماء التابع له، برئاسة الدكتور خالد أبو خبر ومشاركة كل من الدكتورة وجدان الأحمدي، والدكتور أدوار حتي، بالتعاون مع الهيئة السعودية للفضاء، تتضمن إجراء تجارب للتحقيق في الاستجابة الالتهابية للخلايا المناعية البشرية في الجاذبية الصغرى، ودراسة التغيرات في عمر الحمض الريبونووي المراسل خلال عملية الالتهاب وباستخدام نموذج خلايا مناعية لمحاكاة استجابة الالتهاب للعلاج الدوائي.
وفي هذه التجربة سيأخذ طاقم المهمة عينات من الحمض الريبونووي لتحليلها على الأرض، ومن المتوقع أن تسهم نتائج هذه التجربة في فهم أفضل لصحة الإنسان خلال وجوده في الفضاء والكشف عن المؤشرات الحيوية أو العلاجات المحتملة للأمراض الالتهابية في كل من الفضاء والأرض معاً. وتهدف الهيئة إلى إشراك الطلاب في التجارب العلمية على متن المحطة الدولية للفضاء، لتعزيز الوعي المعرفي بمعلوم الفضاء وإسهامه في تحسين جودة الحياة على الأرض، من خلال مقارنة تجاربهم في الأرض مع تلك التي يتم إجراؤها من قبل الطاقم السعودي على متن محطة الفضاء الدولية، مما يضمن التفاعل اللحظي، إذ سيتمكن الطلاب من التواصل مع رواد الفضاء السعوديين مباشرة بإجراء تجاربهم معاً، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، ومدارس الرياض، ومدارس مسك. وتأتي مساعي الهيئة السعودية للفضاء في إعداد رواد فضاء ومهندسي المستقبل، عبر برامج تعليمية وتدريبية نوعية، والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والإسهام في رفع مكانة المملكة والإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030م.