هناك ما هو أشد ألماً من الموت ومن فقدان العزيز. إنه غياب سلطان بن عبدالعزيز. هو المتحدث بأجمل لغات الحياة: الابتسامة، وصاحب الصورة الحاضرة العالقة في أذهان كل من عرفوه، بوجه ضحوك بشوش.
كان للملك ساعده الأيمن، وكان للناس: حكيما كريما صادقا بسيطا أمينا. كان وجهة من يبحث عن السند حين ضعف، والمساعد وقت العجز، والأب مع اليتم. وطالما رددوا وقت حضوره، وإلى غيابه: شكرا لك يا صاحب الأيادي البيضاء.
عرف عن الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله- حبه للشعر والأدب وقصص التاريخ العربي، إلى جانب اهتمامه بشؤون الدولة وأعماله الخيرية والإنسانية، إلا أن منهج حياته يتلخص في بيت قصيدة خالدة للفارس تركي بن حميد "ومن لا يقلط شذرة السيف والكيس... يبدي عليه من الليالي ثلومي".
وكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز يؤمن إيمانا تاما بأن من مواصفات الرجال المخلصين الشجاعة والكرم.
وفي لقاء جمعه بعدد من الشعراء، لم يخف الأمير سلطان إعجابه بهذا البيت، مشددا على أنه يمثل أسلوبه في الحياة، هما الكرم والشجاعة، وحبه للقصائد التي تحمل في طياتها الكثير من الحكمة ومعاني الفروسية وكرم العرب وقبائلها.
وتحدث يومها عن قصة تعيينه أميرا لمنطقة الرياض، وتأثره بشخصية الملك فيصل بن عبدالعزيز، وأكد وقتها أن مواقف الملك المشرفة من القضايا العربية والإسلامية، وشخصيته البارزة والقوية، أثرت في مسيرة حياته.