مع استمرار عرض فيلم "المصلحة" وتحقيقه لإيرادات جيدة في دور السينما بالقاهرة ودبي وغيرهما، يستمر الجدل حوله.. ذلك الجدل الذي قادني لحضوره، لأجد أنه مثل معظم الأفلام العربية عامة والمصرية خاصة يحتوي على العديد من النقاط الإشكالية والثغرات لكنه في المحصلة يعد جيدا بالمقارنة مع كثير من الأفلام الأخرى برغم "وعظيته" التي يختصرها انتصار الخير على الشر..
وكعادة الأفلام العربية تلعب المصادفات دورا كبيرا، مثل تكليف الضابط "أحمد السقا" بمهمة أمنية يوم عرس أخيه، ووجود تاجر المخدرات "سالم" لحظة محاولة شباب إحدى قرى سيناء ضربه أثناء بحثه عن قاتل أخيه، فأنقذه. ووجود حاجز أمني مفاجئ في طريق عودة شقيق سالم إلى البلدة، ليصدم سيارات الأمن ويقتل ضابطا هو شقيق "السقا"، وإطلاق اسم "أبو تريكة" على شحنة مخدرات لحظة تسجيله هدفاً... كذلك كان غريبا أن يظهر "السقا" متنقلا كل يوم بين القاهرة وسيناء برغم بعد المسافة بينهما، والأغرب أن يفلت الزمن، فيتم الاتفاق على تهريب شحنة مخدرات يوم عرس سالم، لكن عروسه اللبنانية تظهر في العرس بسيناء ثم في القاهرة للإيقاع بزوجة "أحمد السقا" لإشغاله عن موعد التهريب الذي يفترض حسب الاتقاق أنه انتهى وقت العرس. وكالعادة أيضا يسهل خداع زوجة الضابط فتتورط بتهمة مخدرات لكن مصادفة دفعها 100 جنيه عليها كتابة، ظل الصيدلاني محتفظا بها أنقذتها من التهمة. ولم يتم التحقيق بعدها لاكتشاف الشبكة الفاعلة. من الملاحظات أيضا استمرار الصورة النمطية التي اعتدناها في السينما المصرية للشيخ أو الداعية المثير للضحك، وصورة الفتاة اللبنانية "الدلوعة" المغرية. ولعل الأهم هو تغييب الواقعية في آخر الفيلم عبر قيام "أحمد السقا" بالهجوم منفردا على المهربين بطريقة "الأبطال" ثم تبعته القوات الأمنية، ثم تعمده قتل قاتل أخيه المقبوض عليه، ويفترض أنه يعرف القانون ويحترمه ويعرف العواقب. وكان زملاؤه في "الداخلية" نزيهين جدا لدرجة اعتقاله مع تاجر المخدرات وظهورهما في قفص اتهام واحد. وعناصر الداخلية أنفسهم ظهروا في بداية الفيلم "أتقياء" يؤدون الصلاة جماعةً كلهم قبل أي مهمة أمنية، حتى لتشعر أن الفيلم جزء من تلميع "الداخلية" المصرية خاصة بعد تصرفاتها "القمعية" ضد شباب الثورة قبل تنحي حسني مبارك.