وأمام هذه التحديات بدأت ديانا نياد محاولاتها في العشرينيات من عمرها، وكانت تلك المحاولات الأربع تبوء بالفشل الواحدة تلو الآخرى في مراحل متفرقة من عمرها، وعندما بلغت الرابعة والستين من العمر كان ذلك الحلم لايزال يسيطر عليها، وكانت تعلم أن هذه المحاولة ستكون الأخيرة قبل أن تصاب بالسكتة الدماغية وعدم القدرة على الحركة.
وهنا بدأت مع فريق عملها الاستعداد لخوض التحدي، وقامت بدراسة كل المخاطر التي تهدد المهمة بما في ذلك عمرها المتقدم، وهل ستستطيع السباحة 54 ساعة متواصلة للوصول إلى الهدف، تقول ديانا عندما بلغت الستين من عمري كان الحلم لايزال حيًا كما كنت في العشرينيات، كانت ديانا تعلم أن العمر يسير في اتجاه واحد ولن يعود، وأن عليها ألا تشعر بالندم لاحقًا؛ لأنها لم تحقق هدفها الذي كانت تحلم به، وقبل المحاولة الأخيرة ظلت ديانا تتدرب لمدة عام كامل ثم خاضت ذلك التحدي ونجحت فيه.
يقول هنري ديفيد ثوروا «عندما تحقق أحلامك فالسؤال ليس كم كسبت ولكنه كيف أصبحت من خلال تحقيقها»، أما المناضل نيلسون مانديلا فقد قضى في السجن سبعة وعشرين عامًا، وكان حلمه أن يكون أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، حلم طال انتظاره ولكنه تحقق.
وحتى تكون قويًا فيجب أن تؤمن بنفسك وقدراتك جيدًا، فكل شخص لديه جانب مشرق في حياته وعليه البحث عنه وإيجاده، ومن ثم العمل على إظهاره بالشكل السليم، إن الاستسلام وعدم خوض التحديات هو موت بطيء يقتل أحلامك، ويدمر نفسك ويصيبك بالغشاوة والعمى، وعلينا أن نتذكر دائمًا أن معظم ما يحدث في حياتنا يعود إلينا، وأننا من نستطيع أن نجعل من أحلامنا حقيقة، وعلينا أن نؤمن أن خيالنا هو جزء من مستقبلنا، كما أننا نحن القادرون على النهوض بعد كل فشل وأن الفشل ليس نهاية الطريق ومقبرة الأحلام.
يقول تد جاكسون «إن الفشل يمكن أن يرعبك داخليًا، ويخبرك أنك لا تستحق الحياة، وإذا تابعت الإصغاء لهذا الانتقاد فسوف يكون من الصعوبة الخروج منه، هناك أوقات تختبر روح الإنسان بقسوة، ومعظمنا مر بأوقات عصيبة أردنا الاستسلام فيها، وهنا يجب علينا عدم البكاء وعدم الانحراف عن الهدف، وكل ما يجب علينا التفكير فيه هو كيف أن ننهض من جديد وأن نفوز».
وأخيرًا لا تحكم على حياتك بموقعك الحالي؛ لأن ما أنت عليه الآن سيصبح من الماضي، وما أنت خائف منه الآن سينتهي، كما أن قيمة الشخص تقاس بمقدار تحمله للصعاب والقدرة على مواجهتها وتجاوزها.