يتعرض كثير من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للاستغلال، حيث تمنعهم ظروفهم المرضية من الدفاع عن أنفسهم أو الاستنجاد بالآخرين، خاصة في ظل إهمال الوالدين، وللاستغلال وجوه عدة، منها التسول.

مدير مركز دار الإيواء للمتسولين بجدة رامي علي الغامدي كشف لجوء بعض ممتهني التسول إلى استغلال أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن جنسيات مختلفة في ممارسة التسول في مناطق بعيدة عن ذويهم.

وأوضح في تصريح إلى "الوطن" أن المركز استقبل منذ أسبوعين طفلا أصم من إحدى الجنسيات تم تحويله من الشؤون الاجتماعية بعد تسلمها إياه من الشرطة.

وأضاف الغامدي أن رجال مكتب مكافحة التسول بجدة ألقوا القبض عليه حينما كان يتسول في سوق حراج الصواريخ بجدة، ومن ثم حولوه إلى الشرطة، لصعوبة معرفة هويته، وعدم القدرة على التخاطب معه.

وذكر أن "مركز الإيواء أجرى العديد من الاتصالات مع بعض الجهات المعنية لمحاولة الوصول إلى أهله، حتى تم التوصل إلى أن أسرته تقطن بمكة المكرمة، مبينا أن أخاه حضر للمركز وتسلمه، واتضح أن أسرته أبلغت كلا من الشرطة والجوازات بمكة المكرمة عن غياب ابنهم المعاق، كما أبلغت قنصلية بلادها في جدة لمساعدتها في البحث عنه.

وأشار إلى تسلم المركز لطفل آخر في السابعة من عمره من إحدى الجنسيات منذ عام تم العثور عليه في منزل إحدى السيدات المقيمات بعد العثور عليها متوفاة، مشيرا إلى أن التحقيقات الأولية التي أجرتها الشرطة مع سكان الحي أكدت استغلال السيدة للطفل في التسول منذ أربعة أعوام، مؤكدا وجود مخاطبات مع الشؤون الاجتماعية لإيجاد حلول سريعة لهذا الطفل مع سفارة بلاده.

وألمح الغامدي إلى احتفاظ المركز بثلاثة أطفال من جنسيات عربية حكم على ذويهم بالسجن في قضايا مختلفة، مشيرا إلى أن المركز يوفر الاحتياجات المعيشية المناسبة لهم، إلى جانب حضورهم حلقات دينية، وأنهم سيبقون في المركز حتى يتم تسليمهم لأهليهم بعد خروجهم من السجن، موضحا أنه يتاح لهم حاليا زيارة أهليهم الموجودين في سجن بريمان.

وأكد مدير مركز دار الإيواء للمتسولين بجدة أن هناك لجانا متخصصة تحضر من السفارات وهيئة حقوق الإنسان لمعرفة الأسباب التي تدفع الأطفال إلى التسول، والوصول إلى حلول إيجابية قد تساعد في تخفيف هذه الظاهرة، مضيفا أن المركز ينظم حلقات تدريس للأطفال الموجودين فيه، والبالغ عددهم 51 طفلا، حيث يتم تعريفهم بمخاطر التسول، وما يترتب عليه من مردود سلبي، مشيرا إلى وجود أخصائية اجتماعية لمساعدة الأطفال على دراسة حالاتهم الاجتماعية، والتعرف على الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك، وتوعيتهم.

من جهته، أوضح مدير مكتب مكافحة التسول في جدة سعد الشهراني أن المركز يكثف خلال موسم الحج حملاته الميدانية عند الإشارات والأسواق المركزية والمولات.