وصفت الكاتبة رحاب أبوزيد فوزها بعدد كبير من أصوات أهلتها للانضمام إلى مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي بالمفاجأة. وقالت إنها لم تكن تتوقع ذلك مطلقاً إلا أنها عادت وأرجعت فوزها إلى دعم الشرفاء والمخلصين من المثقفين والمهتمين لدعم النادي بطاقة نسائية ناشطة، حسب قولها.

وأكدت أبوزيد في تصريح إلى "الوطن" أنها لم تسع إلى خوض معركة للحصول على ظفر خاص، مشيرة إلى أن الميدان الثقافي ليس مجالاً لمعارك صغيرة تهز صورة المشهد الجميل، وأنها لن تقاتل أو تصارع أي مثقفة أو مثقف من جيلها على أي مصالح ذاتية، لأن النادي بوابة لتقديم خدمة معرفية تسهم في تشكيل نطاقات وعي أوسع وأشمل.

وشددت أبوزيد على أن المناصب الإدارية تكليف يشق على المرأة تلبيتها أحياناً ليس لقصور فيها أو انتقاص وإنما بالنظر إلى معطيات معروفة للوضع الراهن، معتبرة أن عدم فوزها بأحد مقاعد الهيئة الإدارية مسألة إيجابية، قائلة إنها لم تعره أي أهمية بل على العكس يجب أن نتبادل الثقة بين عنصري المجتمع من نساء ورجال ونتحلى بروح التفاؤل والموقف الإيجابي. "فلا الذكورية صفة للسلطة ولا الأنوثة صفة للإقصاء"، مبينة أن هناك نساء في كافة المجالات يطمحن للسلطة من أجل السلطة فقط، وأن من يتبنى الفكرة السالبة يؤكد على الشرخ العظيم بين عالمي المرأة والرجل الذي يجب أن نقارب فيما بينهما ولا نباعدهما بهذه الطريقة الفجة، لافتة إلى أن أول المعوّقات التي تواجه الجنسين نظرة الإنسان نفسه إلى قدرته على إحداث فرق وضعف الإرادة، مطالبة المرأة بالتحلي بالقوة والإصرار كي تواصل المسيرة.

وقالت أبوزيد إنها دائماً تتساءل بحسرة عن إنجازات المرأة المبدعة في المجتمع ودورها في مساندة المسؤولية الاجتماعية التي هي حق علينا تجاه الوطن، الكاتبة أو الفنانة لو أحبت هذا الوطن بصدق أدركت أن عليها واجبات تنبع من إحساسها تجاه الآخرين وليست إلزاماً من جهة معينة، ولو عدنا إلى أحد أهم أهداف الفن لوجدنا أنها تشمل التواصل مع المجتمع بصورة إيجابية.

ولفتت أبوزيد في حديثها إلى أننا نفتقر للقنوات التي من خلالها يمكن تسخير القدرات والمواهب لخدمة المحتاج، مشيدة بدور الجمعيات التطوعية بجامعة الملك سعود متمثلة في جمعية الشراكة الطلابية التي تعمل من خلالها فرق شبابية نسائية ورجالية دون مقابل تحت إشراف مباشر من إدارة الجامعة من أجل تقديم الخدمات في كافة المجالات والمناسبات والفعاليات.

وعرجت أبوزيد على روايتها "الرقص على أسنة الرماح" ذاكرة أنها تتضمن رسائل تنويرية صريحة للمرأة والرجل بأهمية معالجة دواخلهم أولاً وتنقيتها من شوائب الحسد والبغض، من أجل النهوض بمجتمع سليم الوجدان والفطرة قادر على الإنجاز والتقدم وتتجنب بشكل عام الفعل الإسقاطي على جانب من الحياة أو شخص في الحياة، مشيرة إلى قدرة الرواية على إدانة نفسها قبل توجيه سهام الاتهامات إلى صدور المجتمع والأسرة، في مكاشفة فاضحة لضعف الذات البشرية حيناً وفي التصدي لمعاول الهدم النفسي الذي يمارسه الأصدقاء قبل الأعداء ضد التميز والبروز، على حد قولها.