اقترح عدد من المختصين حلولا للحد من ضياع الأطفال المصابين بطيف التوحد أو لسرعة وسهولة إيجادهم عند ضياعهم، أو حتى هروبهم من المنازل، خصوصا مع صعوبات الحصول على معلومات مساعدة منهم للاستدلال على ذويهم وعناوينهم.

وركز هؤلاء تحديدا على تخصيص ملابس مميزة بألوان خاصة بحيث يرتديها هؤلاء وتميزهم عن أقرانهم، أو إلباسهم أسورة فيها بيانات تدل على أسرتهم يمكن العودة إليها والاستعانة بها حال فقدانهم، أو تعليمهم عنوان البيت وأسماء آبائهم.

مشاكل التواصل


يبين عدنان خوش، وهو أحد المتخصصين في تعليم أطفال التوحد أن «الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد لديهم مشاكل في التواصل، أي أنهم لا يستطيعون فهم الآخرين، أو لا يعرفون كيف يتواصلون مع من حولهم، وهذا يجعل فهم الآخرين لهم صعبا أيضا، وهم يستخدمون مفردات خاصة بهم لا يفهمها سواهم، كما أن لديهم مشكلة خطيرة تتمثل في عدم الانتباه إلى الأصوات المحيطة بهم، وهذا مثلا قد يجعلهم يسيرون في الشارع دون الانتباه إلى أصوات منبهات السيارات وهنا يكمن الخطر».

وأضاف «كثيرا ما يميل هؤلاء إلى إصدار أصوات بطريقة لافتة للانتباه، وهذه مشكلة سلوكية واضحة، كما أنهم يركزون على استخدام مفردات حسية ملموسة أكثر من استخدام المفردات المجردة، بمعنى أنهم يتكلمون بأشياء يلمسونها أو يشاهدونها، ولذلك فهذه الفئة لديها ضعف في اللغة الاستقبالية والتعبيرية بمعنى عندما يتحدث معهم شخص غير ملم بوضعهم غالبًا ما يجد صعوبات في التفاهم معهم، لذلك لا يستطيع الطفل أن يتواصل مع الآخرين، أو يعبر لمن وجده تائهًا أنه ضائع عن بيته أو أن هذا هو رقم هاتف أبي».

تنظيم البيئة

يشدد خوش على ضرورة تنظيم البيئة المحيطة بالطفل حتى يستطيع التعرف على الأشياء التي تحيطه، ومن ثم يستطيع أن ينطق بها ويتفاعل معها ويعبر عنها ويأخذ ويعطي مع من حوله بشأنها، ويمكن أيضا إعداد أنشطة متنوعة عن التعبير عما يجول في داخله، ومن هذه الأنشطة التي ننصح بها لعب الأدوار والتمثيل، وأيضا استخدام اللعب الحر، واستخدام مجسمات الألعاب والأشكال بحيث أن الطفل يستطيع أن يعبر بالكلام مع التحفيز لما نأخذ ونعطي معه.

تعليم النماذج

نصح خوش «بتعليم الطفل التوحدي بعض النماذج الكلامية التي يحتاجها أمثاله، مثلا أين عنوان بيتي؟، أنا أسكن في حي كذا؟، أبي اسمه كذا، أبي يعمل في المكان الفلاني، أنا أدرس في مدرسة كذا، هذه النماذج مهمة جدا حتى نستطيع عندما نجد طفلا تائها أن نستقي منه بعض المعلومات».

وأضاف «يجب على الأسرة عدم الخجل من اصطحاب ابنهم التوحدي أثناء خروجهم من المنزل ومحادثته أمام الناس، وكذلك أيضا يجب تشجيعه بأن يلقي التحية على الناس، وأن يتعرف على أفراد العائلة، مع تشجيعه على اللعب مع أبناء الأسرة والتفاعل معهم».

الهروب

تعتقد المدير التنفيذي للجمعية السعودية للتربية الخاصة في المدينة المنورة، الدكتورة سعاد بو زيد أن الأطفال التوحديين قد يهربون أحيانا من البيت، وهذا سلوك قد يتعامل معه الأهل بشكل خاطئ فيخضعون الطفل للعقوبة، وتقول «لا بد من معرفة الدافع الحقيقي خلف السلوك الذي يؤدي إلى هروب طفل الطيف التوحدي من البيت، فقد يهرب إذا تضايق أو إذا أجبر على النوم، أو إذا وجد ضيوفا في البيت، أو عند عدم إعطائه حلوى، وقد يهرب دون أن نعرف السبب».

وتعدد بو زيد المقترحات والحلول التي تمكن وتسهل منع الطفل من الهروب أو العثور عليه لو هرب، وتقول «يمكن إلباس الطفل ألوانا مميزة غير منتشرة بكثرة، مثل الأصفر، والأخضر، والبنفسجي، وهذا يسهل وصفه لأي شخص كي يساعد في البحث عن الطفل، كما يمكنها أن تجعلنا نرى الطفل من بعيد لو كان قد ضاع في الجوار، كما يمكن كتابة اسم الطفل ورقم التواصل في كرت مثبت في ملابسه، أو كتابتها بإسورة يرتديها دائما».

وتضيف «هناك تدابير أخرى يمكن اتخاذها بهذا الشأن، فإضافة إلى محاولة الترفيه عنه يوميا خارج المنزل، يمكن إخفاء حذائه أو إزالة جميع الأحذية من عند الباب باستمرار، أو وضع جهاز إلكتروني يصدر أصواتا عند الباب مثل الجرس».

حلول ومقترحات للحد من هروب الطفل التوحدي

• فهم سلوكيات طفل التوحد

• التركيز على الإيجابيات

• تعليم الطفل أساليب لتهدئة غضبه

• الالتزام بروتين محدد

• توفير منطقة آمنة للطفل في المنزل

• الانتباه إلى تعبيرات طفل التوحد غير اللفظية

• الانتباه للمثيرات الحسية