على ذمة الشاعر مساعد الرشيدي أنه غنى ليله كاملاً، بعدما ضاقت عليه الوسيعة، دون نتيجة؛ وسأعيد الغناء الموسمي عن السياحة الداخلية، التي قيل فيها ما لم يقل في قضية "فتاة المناكير"، وربما سينتهي الموسم السياحي دون نتيجة أيضاً.

لن أتحدث عن أسعار الفنادق والشقق المفروشة والشاليهات المبالغ فيها، التي لا تخضع مستوياتها وخدماتها لرقابة حقيقية حتى اللحظة. ولن أتحدث عن "محطات" واستراحات الطرق المخجلة، ولن أعيد البكاء على شواطئنا وآثارنا المهدرة دون استغلال سياحي حقيقي يرضي الباحثين عن المعرفة والمتعة والاستجمام.

سيكون حديثي عن جانب الرقابة الذي من المفترض أن يكون أكثر حزماً في بلد تبحث عن مستقبل سياحي مشرق، وتهدف إلى توفير خيارات سياحية داخلية.

وضعت هيئة السياحة، مشكورة، رقما هاتفيا لاستقبال الشكاوى؛ وبفضل الله ومنه وكرمه تجد من يجيب على مكالمتك في دقائق، وهذه خطوة جيدة إلا أنها تحتاج إلى خطوات أخرى لتنجح.

الخطوات التي يجب على هيئة السياحة متابعتها هي التعامل مع تلك الشكاوى والبلاغات بطريقة سريعة وحاسمة، وألا يصبح البلاغ "معاملة" تحتاج إلى متابعة وأوراق ومراجعات، فالسائح أو المسافر أهون عليه تحمل التقصير في الخدمات أو زيادة الأسعار؛ من مطالبته بالمراجعة لاستكمال بلاغه أو تقديم مستندات وإثباتات لشكواه.

لن يتجرأ تاجر على زيادة الأسعار، أو تقديم خدمة متدنية؛ حين يعلم أن العقوبة ستأتيه بشكل سريع وحاسم، وفي ذات الوقت، لن يتهاون أي مواطن أو مقيم في تقديم شكواه للهيئة.. والمحصلة النهائية ستكون سياحة داخلية خالية من المنغصات.

هذا الموسم يقدم فرصة أخرى لهيئة السياحة لاستعادة ثقة المواطنين في السياحة الداخلية، خصوصاً بعدما "ضاقت الوسيعة" مع الأحداث التي تعصف في معظم الوجهات السياحية الخارجية حولنا.. ونتمنى أن تبدأ في تعزيز الجانب الرقابي على الأقل، حتى لا نستمر في "الغناء" دون نتيجة.