وجاء نقاش هذا العام تحت ذريعة التخفيف على بعض الأهالي أو للإسهام في تخفيف الزحام المروري خصوصا مع تزامن حركة انتهاء الدوام للقطاعين الحكومي والخاص مع خروج الطلاب من المدارس تقريبا، وهي من العوامل التي تزيد إشكالية في الحركة المرورية.
مفاضلة
يرى المستشار التربوي عبداللطيف الحمادي أن التعليم الحضوري أفضل من التعليم عن بعد خصوصا فيما يتعلق في التحصيل العلمي وجودة التعليم، وقال لـ«الوطن» إن «تواصل الطلاب مع معلميهم مباشرة يجعلهم أكثر تركيزا واستفادة من المادة التعليمية، ووزارة التعليم حريصة على أبنائنا وبناتنا في تحصيلهم العلمي وزيادة كفاءة التعليم، كما أن هناك أمرا مهما للغاية وهو أن التقويم الدراسي تم اعتماده، ورمضان سيأتي خلال الدراسة قرابة العشر سنوات المقبلة حتى تتم دورة الفلك، ويعود رمضان ليصادف فترة الصيف، والأجواء في هذه السنة والسنوات المقبلة سوف تكون معتدلة بلا درجات عالية للحرارة كما كان الأمر في الأعوام السابقة».
واستغرب الحمادي أن يربط كثيرون بين شهر رمضان الكريم والكسل والنوم والسهر، وقال «للأسف هذه السلوكيات منتشرة في هذا الشهر الكريم، فما بالكم إذا أصبح التعليم عن بعد».
وتابع «علينا أن نسهم في إنتاجية المجتمع وزيادتها، وبلدنا ولله الحمد بلد عالمي ينافس على جميع الأصعدة، والتعليم محور مهم في تطوير الدولة، ولا بد أن نكون جاهزين في كل وقت للتعلم وكسب المهارات، ورسالتي للآباء والأمهات لا تتحدثوا عن التعليم بشكل سلبي أمام أبنائكم بل علينا أن نحفزهم ونبث روح التفاؤل والجدية في أنفسهم».
سلبيات وإيجابيات
من جهتها، ذكرت المستشارة الأسرية الدكتورة نجوى آل داشل أن لكل من الأمرين سلبياته وإيجابياته، لذا فمن الضروري الموازنة وتقييم الأمر من ذوي التخصص، وكذلك الأخذ برأي المعلمين والمعلمات فهم أعلم بمجالهم، والأصلح لطلابهم، الحضوري قد يرهق المعلمين والتلاميذ خلال فترة الصيام ويقلل من مهاراتهم وتركيزهم ونشاطهم، لكنه أفضل من التعليم عن بُعد من حيث سلبية الانقطاع عن المدرسة وتشتيت الطلاب بين الطريقتين ودفعهم للتكاسل والإهمال والتواكل، وللأسرة دور أساسي في عملية التعليم عن بعد لضمان استمرارها وتحقيق أهدافها، فالأسرة تهتم دوما بتعليم أبنائها ونجاحهم في كل مجالات الحياة، ولذلك أؤيد تحويل الدراسة في رمضان إلى منصة مدرستي، وذلك لتفعيل دور المنصة، التي بذلت الحكومة كثيرا لتأسيسها لما فيه من مصلحة للطالب والمعلم وتخفيف على الأسر، وقالت إن «من إيجابيات التعليم في رمضان عن بعد كبيرة على الفرد والمجتمع، وكذلك على مدى استيعاب الطلاب والأريحية لأولياء الأمور للتفرغ للعبادة، كما أنها توفر عليهم جهدا كبيرا، لوجود أبنائهم في المنزل والدراسة عن طريق المنصة، ومن وجهة نظري فإن الدراسة عن بعد في رمضان مطلب مهم وحل مثالي».
مصلحة الأسرة
بدوره، قال المستشار الأسري علي العُمري، إنه يؤيد اتخاذ قرار بالدراسة عن بعد، ويتمنى أن يحصل لأن هذا القرار يصب في مصلحة الأسرة، لأن خصوصية الشهر وروحانيته في العبادة والسهر، والدراسة عن بُعد تخفف كثيرا من المعاناة، فاستيقاظ الأسرة وتجهيزها لأبنائها وخروج الطلبة من منازلهم للمدرسة بعد سهر قد يسبب كثيرا من الحوادث لا سمح الله، وأيضاً الآباء والأمهات سيكونون متأثرين بسبب ضغوط قلة النوم والاستيقاظ المبكر وترتيب ذاهب وعودة أبنائهم، وتجهيز سفرة الإفطار، وهذا قد يسبب بعض التوترات الأسرية».
وأضاف «الدراسة عن بُعد في رمضان سيكون لها فوائد كثيرة إيجابياتها أكثر من الدراسة الحضورية».
رحلات جديدة
يذكر الدكتور وليد الزامل أنه «من الملاحظ في شهر رمضان المبارك تضاعف الزحام المروري نتيجة تولد رحلات مرورية لأغراض مختلفة لم تكن موجودة بكثرة في بقية الشهور، ومنها رحلات التسوق والزيارات للأقرباء والأصدقاء، إضافة إلى تداخل أوقات العمل للقطاعين الخاص والعام مع أوقات الدراسة في الذهاب والعودة، على عكس الأيام خارج شهر رمضان المبارك حيث عودة الموظفين الحكوميين تكون بحدود الساعة 2 ظهرا بينما عودة موظفي القطاع الخاص بحدود الساعة 5 مساء، أما في رمضان فسوف تتداخل جميع هذه الرحلات في وقت قصير جدا.. لذلك المقترح أن تتحول الدراسة في رمضان عن بعد لا سيما وأن فترة الدراسة قصيرة 20 يوما تقريبا، وفي حال تحويلها سوف يقل حجم الحركة المرورية للمدارس وبالتالي يخف حجم الزحام المروري».
مبررات مؤيدي الدراسة عن بعد في رمضان
ـ تتيح فرصة للتركيز أكثر
ـ تخفف حدة الزحام المروري
ـ تشغل منصة «مدرستي»
ـ تخفف التوترات الناجمة عن الاستيقاظ المبكر
ـ تتيح فرصة أفضل لأداء العبادات
مبررات الدراسة الحضورية في رمضان
ـ التركيز الحضوري يكون أفضل
ـ تمنع السهر المبالغ فيه
ـ رمضان سيصادف فترات الشتاء خلال 10 سنوات مقبلة
ـ اعتدال الطقس خلال فترات قدوم رمضان المقبلة لا يجعل الصوم مرهقا