كل شيء حولنا يدعو إلى العنف، بل إن وتيرة العنف - بأنواعه - في العالم تتزايد، أما عربيا فالإشكالية التي يصعب حلها أن العنف كامن في «عمق» الثقافة العربية، النفس العربية تميل بإعجاب للراديكاليين في شتى مجالات الحياة!.
(2)
لم تنجح الأغاني - منذ زرياب - في ترقيق القلوب الجافة، وترويض الإنسان المتوحش، بيد أننا فجعنا مؤخرا بأغانٍ تتحدث عن «القتل» صراحة في توقيت غير مناسب من تاريخ أمتنا «المجيد»، وما يُفجع أكثر أنها مرت مرور السحاب، وما زالت تُغنى على المسارح والأجهزة وأفواه العشاق!.
(3)
«أليسا» التي رمت بكالوريوس «علوم سياسة» وراء ظهرها واعتنقت الفن!، غنت من كلمات عادل رفول:
«ما عاش اللي بده يزعلك!
بمحيه.. بلغيه.. من هالحياة!»
وبينما نحتفل مع «ابنة بعلبك»، ببلوغها نصف قرن أننا نطالبها بتفعيل الحس التربوي، والرفق بالمراهقين!.
(4)
أما الفنان الرشيق كاظم الساهر فيصدح بكلمات نزار: «يحبها حقدي ويا طالما.. وددت إذ طوقتها قتلها!»
ورغم أن «نزار» كتب قصيدته «أكرهها» في «قطته» إلا أننا نطالب القيصر - ابن العراق النازف - بتغيير المفردة، سيما وأنه في مرتبة «الجد» اليوم!.
(5)
الفنانة «المغمورة» دانا حلبي كانت صريحة في الدعوة للقتل حين غنت من كلمات هيثم شعبان قصيدة «نفسي أقتلك»، وظهرت في «الفيديو كليب» وهي تتسلل إلى «حبيبها» النائم ثم تخنقه وهي تغني:
«نفسي أشوفك يا حبيبي بتموت!
وأصوّت عليك وأرقع مائة صوت!
وأقف آخد عزاك..وأقول حيببي مات!
وأدفنك وأنساك!
وقلبي يعيش مبسوط!
كان يوم أسود..يوم لما شفتك!
نفسي أقتلك..وأمشي في جنازتك!».
(6)
الفنان ماجد المهندس غنى من كلمات نسرين بنت محمد:
«مو على كيفك حبيبي..تبتعد وتخون وعدك! والله لو حبيت غيري.. لا اقتلك وأموت بعدك!
قل لي من ياخذك مني؟!
أو يداوي بك جروحه!
اللي ياخذ روحي مني!
والله لآخذ منّه روحه!».
(7)
هناك كثير مثير!، ولا شك - عزيزي القارئ - أنك اكتشفت أنه ليس هناك جدية للقضاء على العنف.. لذا هيا بنا نغني!.