أكد عدد من الخبراء والسياسيين في مصر أن مقتل العقيد الليبي معمر القذافي، هو النهاية الطبيعية لكل طاغية كلف شعبه أكبر قدر من الخسائر، مشيرين إلى أن إسراع الناتو بالانسحاب من ليبيا سيسرع من وتيرة انتقال السلطة.
واعتبر المحللون أن ليس هناك وجه شبه بين نهاية القذافي والرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لأن الموقف في العراق يختلف عن الموقف في ليبيا، ففي العراق هناك تدخل أجنبي مشكوك في نواياه.
فقد أكد الدكتور عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق وأستاذ القانون الدولي والمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المصرية القادمة، أن "هذه هي النهاية الطبيعية لكل طاغية يصر على أن يكلف شعبه أكبر قدر من الخسائر، فالقذافي كان مصراً منذ بداية الأزمة على أن يدخل الشعب الليبي في مرحلة خطيرة، وظل يردد منذ البداية على أنه سيموت دفاعاً عن الوطن، لكنه في الواقع مات دفاعاً عن نظام بائد".
وأضاف الأشعل، في تصريحات لـ "الوطن"، أن "موت القذافي لا يعني انتهاء النظام الليبي بصورة نهائية، فما زال هناك المنتفعون من نظامه، لكن موته يقصر أمد الأزمة الليبية، لأن وجوده كان يقوي الكتائب المعروفة بكتائب القذافي، وربما انتهت الأزمة في فترة ما بين شهر إلى شهرين من الآن".
وحول ما إذا كان مقتل القذافي يعتبر جريمة حرب أم لا، قال الأشعل إن "مقتله يعتبر جريمة حرب في حالة واحدة فقط وهي اعتراف الناتو بأنه هو الذي قام بالعملية التي أدت إلى قتله، لكن قتله بيد الثوار في ليبيا يعني أن مقتله ليس جريمة حرب لأنه بذلك يكون قد لقي مصرعه في صراع بين أطراف ليبية كل منها يريد ليبيا".
ويرى الدكتور حسام الشاذلي، أستاذ التخطيط الاستراتيجي بمعهد كامبريدج والمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المصرية القادمة، أن "مقتل القذافي سيسرع من انتهاء الأزمة الليبية، فالمجتمع الليبي يحكمه رأس القبيلة، وهناك في داخل ليبيا من كان ينظر إلى القذافي على أنه رأس القبيلة (الدولة) الذي كان يحكم ليبيا لأكثر من 40 عاماً، ووجود القذافي حياً كان يمثل عقبة في طريق المفاوضات الجادة بين الثوار وبعض القبائل الليبية ومنها قبيلة القذاذفة، التي كان ينتمي إليها، والتي تتخذ من مدينة سرت شرقي العاصمة طرابلس مركزاً لها، فعلى الرغم من دخول القبيلة في نقاشات مع قوات الثوار، إلا أن وجود القذافي حياً كان يضعف من سرعة تلك النقاشات أو المفاوضات".
ويتوقع الشاذلي أن يؤدي مقتل القذافي إلى إنهاء العمليات العسكرية في ليبيا في فترة ما بين 3 إلى 6 أشهر، مشيراً إلى أن "ذلك يتوقف على اتخاذ الناتو قراراً بالانسحاب السريع من ليبيا، فمثل هذا القرار وحده هو الذي سيسرع من انتقال السلطة.
ورفض الشاذلي وبشدة فكرة أن يؤدي مقتل القذافي في ليبيا إلى تحويله إلى بطل قومي مشيراً إلى أن "الثورات بها دائماً عمليات تطهير، وهي عمليات تأخذ شكلاً مماثلاً لما يقوم به رأس الدولة، وفي حالة القذافي نجد أنه اتخذ من التصفية الجسدية ولغة الدم سبيلاً لبقائه في السلطة، ومن هنا جاء مقتله بتصفية جسدية، كما أن اعتماده على المرتزقة الذي استعان بهم من أفريقيا لتنفيذ جرائمه ضد الليبيين أدى إلى خلق تراكمات سلبية عنه بالنسبة للشعب الليبي، وجعل الجميع يوقن بأن نهايته ستكون دموية سواء داخل الأراضي الليبية أو خارجها". وأضاف الشاذلي أنه "ليس هناك مقارنة بين القذافي وبين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لأن الموقف في العراق يختلف عن الموقف في ليبيا، ففي العراق هناك تدخل أجنبي مشكوك في نواياه، والتاريخ أثبت أن الحديث عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق ليس له أساس من الصحة، أما في ليبيا، فهناك شبه إجماع على أن نظام القذافي كان يمثل نظاماً طاغياً استباح دم شعبه واستخدم كل آليات القتل ضد شعبه للبقاء في السلطة، والأهم أن يقتنع الناتو بأن دوره في ليبيا انتهى، وهو ما يسمح لليبيين بإعادة ترتيب بيتهم من الداخل".