طمأن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، الشعب السعودي على نجاح عملية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتماثله للشفاء الكامل، وقال سموه: نحمد الله على ما من به علينا وعلى شعب المملكة بنجاح عملية سيدي خادم الحرمين الشريفين.

وأضاف سموه: المملكة وطن لكل مواطن وهذا ما يتحدث عنه الواقع ، فنجد أهل الجنوب في الشمال، وأهل الشرق في الغرب وبالعكس، نجد كذلك أهل الشمال في الجنوب، وأهل الغرب في الشرق أمة واحدة، كل منا يشعر أن كل متر هو وطنه، في هذا الوطن العزيز الوطن الكريم الذي نعتز به جميعا.

وأعرب النائب الثاني عن أمله أن يكون إعلامنا الرسمي والشعبي بالمستوى اللائق لينور العالم بكل صدق وأمانة وأن يقدم ما يفيد الإنسان بمصداقية ودون مبالغة.

جاء ذلك في كلمته خلال رعايته حفل تكريم 132 من المتقاعدين بوزارة الداخلية مساء أول من أمس بنادي الضباط بوزارة الداخلية بحضور نائب وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز. وقال سموه: ليست كلمتي كلمة توجيهية، بل هي تقديرا لكم ولخدماتكـم الجليلة التي أديتموها لوطنكـم ممثلاً في وزارة الداخلية التي هي قطاع من قطاعات الدولة، ولكني أعلم أن ضمائركم ـ إن شاء الله ـ بكامل راحتها، أنكم أديتم واجبكم بإخلاص وأمانة، العسكريون في ميادينهم المتعددة والتي تعرضهـم للخطـر, وكم فقدنا من شهدائنا الأبرار الذين ضحّوا في سبيل دينهم ووطنهم وقيادتهم.

خدمة الوطن

أيها الإخوة الأعزاء .. من باب الحقيقة والواقع إنني أشكركم جميعاً كزميل لكم يعرف ما قدمتم، وإن كان لابد من التقاعد، فالتقاعد عن جزء مطلوب منكم في حياتكم وهي خدمتكم التي أمضيتموها في قطاع الأمن وقطاع وزارة الداخلية، ولكن الشيء الأهم أن هناك أمرا لا يمكن التقاعد عنه وهو خدمة هذا الوطن، هذا الوطن العزيز علينا الذي احتوانا وكرمنا جميعاً، الذي عشنا فيه وعاش فيه من هو أكرم منا وهم آباؤنا وأجدادنا، والآن نحمد الله عزوجل على ما قدم أوائلنا في تاريخنا الحاضر وعلى رأسهم الملك عبدالعزيز رحمه الله وجزاه عن الإسلام خيراً وعن هذه البلاد بشكل خاص خير الجزاء، فقد ثبّت الأسس ورسم المنهج وتبعه أبناؤه رحمهم الله الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، والآن يقود هذه الأمة ويتحمل مسؤولياتها الكاملة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعضده الأيمن سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

علم واحد

إننا جميعاً نشعر بالاعتزاز والرضا أن نقدم لوطننا خدمة صادقة إن شاء الله ولا يمكن يحس الإنسان بالارتياح إلا عندما يصل إلى آخر خدمته، إما بتقاعد أو بمرض أو لأي سبب من أسباب الحياة، يشعر أنه خدم دينه الذي هو قبل كل شيء الأساس، الدستور الذي نفتخر به أمام العالم كله وهو كتاب الله وسنة نبيه التي تمسكنا بها جميعا منذ أن أسست هذه الدولة والتأم شعبها تحت علم واحد وقيادة واحدة في كيان واحد, فكل المملكة وطن لكل مواطن، وهذا ما يتحدث عنه الواقع، فنجد أهل الجنوب في الشمال، وأهل الشرق في الغرب وبالعكس، نجد كذلك أهل الشمال في الجنوب، وأهل الغرب في الشرق، أمة واحدة، كل منا يشعر أن كل متر هو وطنه. في هذا الوطن العزيز الوطن الكريم الذي نعتز به كمواطنين. نعم نعتز لأسباب جوهرية، الأول أنها وحدة صادقة مع الله قبل كل شيء، وحدة التزمت وأصرّت على أن يكون كتاب الله وسنة نبيه هما منهجهم وهما دستورهم، نعتز ولله الحمد أننا دولة حرة لم تستعبد من أي قوة في العالم، نعتز أن ليس لغير الله عز وجل فضل على هذا الوطن وهذه الدولة، بل كل الفضل من الله ثم بجهود أبنائه، فهم الذين أسّسوا وهم الذين بنوا وهم الذين خدموا ويخدمون وسيظلون يخدمون.

إخواني أنتم المتقاعدون .. كما قلت خدمة الوطن ليس منها أو فيها تقاعد، فهي خدمة مستمرة ما دام الإنسان قادرا على أن يؤدي أي خدمة، مهما صغرت، وأنتم اليوم تتركون عملكم في وزارة الداخلية ولكن أفعالكم وأعمالكم ستظل باقية وسيكملها إخوانكم وزملاؤكم ليسلموها لمن بعدهم، وهذه سنة الله في خلقه.

أمن وأمان

الحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بالأمن والأمان والاستقرار والتقدم، ولا يخفى على الجميع ما يعيشه العالم الآن، فنحن محاطون من كل الجهات بعدم الاستقرار ومشاكل كثيرة، ومع هذا نحمد الله أن أنعم علينا الأمن والأمان والاستقرار والتقدم والنجاح في كل مجالات الحياة، والحمد لله اقتصادنا قوي ونشط، والحمد لله كل الأجهزة تخدم الوطن، وأولها في المجال الصحي لخدمة صحة الإنسان السعودي، ثم في مجال الأمن الذي يعمل كل رجاله لتحقيق الأمن للمواطن ولأسرته.

وقال النائب الثاني: إننا نحتكم دائما إلى شرع الله وليس هناك جزاء أو عقاب إلا بما تقرره هذه الشريعة عن طريق قضاة نئتمنهم ورجال علم شرعي يوجهون الأمة لما فيه الخير في المساجد وفي المناسبات وفي جهودهم الموفقة.

أيها الإخوة .. مجالات الحديث كثيرة ويتعذر على الإنسان، أي إنسان، أن يغطيها ولكن ما أريد أن أقوله هو أن أكرر شكري الجزيل لكم نيابة عن جميع من يعمل في وزارة الداخلية، وعلى رأسهم أخي سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومساعدو وزير الداخلية والمسؤولون في الوزارة من وكلاء وكذلك قبلهم أمراء المناطق والمسؤولون في جميع المناطق وقادة القطاعات العسكرية ومديرو الإدارات وفي مقدمتهم الوكلاء المساعدون ومديرو كل قطاع من القطاعات التي كنتم فيها.

وألقى الفريق أول محمد حمدان البقمي كلمة المتقاعدين. ثم شهد سمو الأمير نايف عرضا مرئيا عن المملكة وسياسة الباب المفتوح. ثم كرم سموه المتقاعدين وسلمهم الدروع التذكارية والتقطت الصور التذكارية مع المتقاعدين.